للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من الخوارج، قال: كنت منهم، فعافاني اللَّه منه، قال أبو داود: كان مُتَوَحِّشًا يصلي بمكة جمعةً، وبالمدينة جمعةً، وقال ابن سعد: تُوُفّي في أول خلافة بني العباس، وكان ثقةً قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر بعضهم أنه عَمّ محمد بن إسحاق بن يسار، وهو وَهَمٌ ممن قاله، وقال النسائيّ، ويعقوب بن سفيان: ثقةٌ.

أخرج له المصنّف، وأبو داود، والنسائيّ، وابن ماجه، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث فقط.

٦ - (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنهما-، ذُكر في الباب الماضي.

وقوله: (فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ) أي مصاحبه من الشياطين، قال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: القرين يكون في الخير والشرّ، قال: ومنه الحديث: "ما من أحد إلا وُكل به قرينه"، أي مصاحبه من الملائكة والشياطين، وكلّ إنسان فإن معه قرينًا منهما، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير، ويحُثّه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشرّ، ويَحثّه عليه. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: أشار ابن الأثير بهذا إلى ما أخرجه المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا وقد وُكِل به قَرينه من الجنّ"، قالوا: وإياك يا رسول اللَّه؟ قال: "وإياي، إلا أن اللَّه أعانني عليه فأسلمُ، فلا يأمرني إلا بخير" (٢).

وأخرج الإمام أحمد في "مسنده"، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس منكم من أحد، إلا وقد وُكِل به قرينه من الشياطين"، قالوا: وأنت يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم، ولكن اللَّه أعانني عليه، فأسلم" (٣).

وأخرج الدارميّ في "سننه" عن عبد اللَّه -يعني ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة"، قالوا: وإياك؟ قال: "نعم وإياي، ولكن اللَّه أعانني عليه، فأسلم".


(١) "النهاية" ٤/ ٥٤.
(٢) سيأتي للمصنف في "صفة القيامة" برقم (٢٨١٤).
(٣) "المسند" برقم (٢٣١٩).