والصحابيّ -رضي اللَّه عنه- تقدّم قبله.
وقوله: (مُلْتَحِفًا) وفي نسخة: "ملتحفًا به"، وهو بمعنى مشتملًا، ومتوشّحًا.
وقوله: (مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ) بدل من "ملتحفًا".
وقوله (زَادَ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ فِي رِوَايَتِهِ، قَالَ: "عَلَى مَنْكِبَيْهِ") يعني أن عيسى بن حماد زاد في روايته عن الليث على رواية قتيبة عنه قوله: "على منكبيه" وهو متعلّق بـ "ملتحفًا"، أو "مخالفًا" على سبيل التنازع.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم تمام شرحه، ومسائله قريبًا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإِمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[١١٦١] (٥١٨) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُتَوَشِّحًا بِهِ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (سُفْيَانُ) بن سعيد الثوريّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (أَبُو الزُّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس الأسديّ مولاهم المدنيّ، صدوقٌ يُدلّس [٤] (ت ١٢٦) (ع) تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٩.
٣ - (جَابِر) بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام الأنصاريّ السلميّ الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي اللَّه عنهما-، مات بعد السبعين، وهو ابن (٩٤) سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٧.
وشرح الحديث واضحٌ، يُعلم من شرح الأحاديث الماضية، فراجعها تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥٤/ ١١٦١ و ١١٦٢ و ١١٦٣] (٥١٨)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٦١ و ٣٧٠)، و (أبو داود) فيها