للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقوله: "في نفر" من فصيح الكلام، وحُسْن الإخبار، فإنهم إذا أرادوا الإخبار عن جماعة، فاستكثروا أن يذكروا جميعهم بأسمائهم، ذكروا أشرافهم، أو بعض أشرافهم، ثم قالوا: وغيرهم، أفاده النوويّ رحمه الله تعالى (١).

(فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا)، وقال بعده: "كنت بين أظهُرنا"، هكذا هو في الموضعين "أَظْهُرنا"، وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: ووقع الثاني في بعض الأصول: "ظَهْرَينا"، وكلاهما صحيح، قال أهل اللغة: يقال: "نحن بين أظهركم"، و"ظَهْرَيْكم"، و"ظَهْرَانَيْكُم" - بفتح النون - قال الأصمعيّ: الْعَربُ تقول: نحن بين ظَهْرَيكم، على لفظ الاثنين، وظهرانَيْكم، قال الخليل: أي بينكم، وقال غيره: والعرب تضعا لاثنين موضع الجمع، انتهى (٢).

وقال في "المصباح": هو نازلٌ بين ظَهْرَانَيْهِمْ - بفتح النون - قال ابن فارس: ولا تُكسر، وقال جماعة: الألف والنون زائدتان للتأكيد، وبين ظَهْرَيْهِمْ، وبين أظْهُرهم كلُّها بمعنى بينهم، وفائدة إدخاله في الكلام أن إقامته بينهم على سبيل الاستظهار بهم، والاستناد إليهم، وكأنّ المعنى أن ظَهْرًا منهم قُدّامه، وظهرًا وراءه، فكأنه مكنوفٌ من جانبيه، هذا أصله، ثم كَثُر، حتى اسْتُعمِل في الإقامة بين القوم، وإن كان غير مكنوف بينهم، انتهى (٣).

(فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا) أي تأخّر من الرجوع إلينا (وَخَشِينَا) بكسر الشين المعجمة، من باب رَضِي.

قال في "القاموس": خَشِيَهُ، كرَضِيَه خَشْيًا، ويُكسر، وخَشْيَةً، وخَشَاةً، ومَخْشَاةً، ومَخْشِيَةً، وخَشَيَانًا، وتخشّاه: خافه، فهو خاشٍ، وخَشٍ، وهي خَشْيَاءُ، جمعه خَشَايَا، انتهى (٤).

وفي "المصباح": خَشِيَ خَشْيَةً: خاف، فهو خَشْيَان، والمرأة خَشْيَا، مثلُ: غَضْبَان وغَضْبَى، وربّما قيل: خَشِيتُ بمعنى عَلِمْتُ، انتهى (٥).


(١) "شرح النوويّ" ١/ ٢٣٤.
(٢) "إكمال المعلم" ١/ ٢٤٥ و"شرح النووي" ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٢٨٧.
(٤) "القاموس المحيط" ص ١١٥٢.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ١٧٥.