(فَبَعَثْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)، وفي الرواية الآتية في "الصلاة": "إنه أَتَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … "، فيَحتَمِل أن يكون في هذه الرواية نَسَبَ إتيان رسوله إلى نفسه مجازًا، وَيحتَمِل أن يكون أتاه مرةً، وبَعَث إليه أخرى، إمّا متقاضيًا، وإما مُذَكِّرًا، وفي الطبرانيّ من طريق أبي أُويس، عن ابن شهاب بسنده أنه قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ جمعة: لو أتيتني يا رسول الله"، وفيه أنه أتاه يوم السبت، وظاهره إن مخاطبة عتبان بذلك كانت حقيقةً لا مجازًا، قاله في "الفتح" (١).
(أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي) وفي رواية أبي نعيم في "المستخرج": "فقلت: يا رسول الله، إنه قد أصابني في بصري بعض الشيء، فأنا أُحبّ أن تأتيني، فَتُصَلِّيَ … "، (فَتُصَلِّيَ فِي مَنْزِلِي، فَأَتِّخِذَهُ مُصَلَّى) بصيغة اسم المفعول، أي مكان صلاة، زاد في رواية ابن شهاب: "فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سأفعل إن شاء الله" (قَالَ) عتبان - رضي الله عنه - (فَأَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -)، وفي رواية أبي نُعيم: "فأقبل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيمن شاء من أصحابه، حتى أتاني … " (وَ) أتى معه (مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ أَصْحَابِهِ) فيه إشارة إلى أن جماعة من الصحابة جاؤوا معه، وفي رواية ابن شهاب الآتية في "الصلاة": "قال عتبان: فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصدّيق حين ارتفع النهار"، قال في "الفتح": ولم يذكر جمهور الرواة عن ابن شهاب غير أبي بكر - رضي الله عنه -، حتى إن رواية الأوزاعيّ: "فاستأذنا، فأذنت لهما"، لكن في رواية أبي أويس: "ومعه أبو بكر وعمر"، وللطبراني من وجه آخر عن أنس: "في نفر من أصحابه".
فيَحْتَمِل الجمع بأن أبا بكر - رضي الله عنه - صَحِبَهُ وحده في ابتداء التوجه، ثم عند الدخول، أو قبله اجتمع عمر وغيره من الصحابة، فدخلوا معه، انتهى.
(فَدَخَلَ) أي البيت، وقوله:(وَهُوَ يُصَلِّي فِي مَنْزِلي) جملة حاليّة من مقدّر، توضّحه الروايات الأخرى، تقديره: فلما دخل البيت، سأل عن المكان الذي أُحبّ أن يُصلي فيه، فأريته المكان، فقام، فقوله: "وهو يُصَلِّي"، حال من فاعل "قام"، يوضّح ذلك رواية ابن شهاب الآتية في "الصلاة" بلفظ: "فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: أين تُحبّ أن أصلي من بيتك، قال: فأشرت