أخرج الإمام أحمد، وأصحاب السنن بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن الأخنس، أنه كان في المسجد، فذكر رجل عليًّا -رضي اللَّه عنه-، فقام سعيد بن زيد، فقال: أشهد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أني سمعته، وهو يقول:"عشرة في الجنة: النبيّ في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، ولو شئت سميت العاشر، قال: فقالوا: من هو؟ فسكت، قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد" هذا لفظ أبي داود.
وأخرجه أحمد في "مسنده"، فقال:
(١٦٣٢) حدّثنا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنَّي، حدثني جدّي رِيَاح بن الحارث، أن المغيرة بن شعبة، كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة عن يمينه، وعن يساره، فجاءه رجل يُدْعَى سعيد بن زيد، فحيّاه المغيرة، وأجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة، فاستقبل المغيرةَ، فسَبَّ ولسَبّ، فقال: من يَسُبّ هذا يا مغيرة؟ قال: يسب عليّ بن أبي طالب، قال: يا مغير بن شُعْبَ، يا مغير بن شُعْبَ ثلاثًا، إلا أسمع أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَبُّون عندك، لا تنكر، ولا تُغَيّر، فأنا أشهد على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بما سمعت أُذناي، ووعاه قلبي، من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإني لم أكن أَرْوِي عنه كذبًا يسألني عنه إذا لقيته، أنه قال:"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعليّ في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وتاسع المؤمنين في الجنة"، لو شئت أن أسميه لسميته، قال: فَضَجّ أهل المسجد يناشدونه، يا صاحب رسول اللَّه من التاسع؟ قال: ناشدتموني باللَّه، واللَّهِ العظيم أنا تاسع المؤمنين، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العاشر، ثم أَتْبَع ذلك يمينًا، قال: واللَّه لمشهد شَهِده رجل يُغَبِّر فيه وجهه مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أفضل من عمل أحدكم، ولو عُمِّر عمر نوح -عَلَيْهِ السَّلَامْ-. انتهى.
وجاء في رواية أخرى أن العاشر هو أبو عبيدة بن الجرّاح -رضي اللَّه عنه-، فقد أخرج النسائيّ في "الفضائل" من "الكبرى" من طريق عبد الرحمن بن حميد،