للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم ذكر نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبا بكر، ثم قال: يا أيها الناس، إني رأيت أن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين، وإني لا أرى ذلك إلا لحضور أجلي، وأن ناسًا يأمروني أني (١) أستخلف، وأن اللَّه تعالى لم يكن ليضيع دينه، ولا خلافته، وما بَعَثَ به رسوله، فإن عَجِل أمرٌ، فالشورى في هؤلاء الستة الذين تُوُفّي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو عنهم راضٍ، فمن بايعهم فاسمعوا له وأطيعوا، فإن رجالًا سيطعنون في ذلك، أنا قاتلتهم بيدي على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء اللَّه الكَفَرة الضُّلال، وإني لا أَدَعُ شيئًا أهم عندي من أمر الكلالة، وما أغلظ لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طَعَن بإصبَعه في صدري، أو في جنبي، ثم قال: يا عمر يكفيكها آية الصيف التي أُنزلت في آخر سورة النساء، وإني إن أعتبر (٢) أقض بقضاء لا يَختلف فيه أحد، يقرأ القرآن ومن لا يقرأ، وإني أشهد اللَّه على أمراء الأمصار، فإني إنما بعثتهم ليعلِّموا الناس دينهم، وسنة نبيهم -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويَعْدِلوا عليهم، ويَقْسِموا فيهم (٣)، ويرفعوا إلينا ما أشكل علينا (٤)، وإنكم يا أيها الناس تأكلون من شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، قد كنت أرى الرجل على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوجد ريحها منه، فيؤخذ بيده، فيُخْرَج إلى البقيع، فمن كان أكلهما لا بُدّ فليمتهما طبخًا: الثوم، والبصل. انتهى.

زاد في رواية ابن شيبة في "مصنفه" (٧/ ٤٣٧) قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء، لأربع بقين لذي الحجة. انتهى.

وأما رواية شَبَابة بن سَوّار، فساقها الحافظ أبو عوانة في "مسنده" (١/ ٣٤١) فقال:

(١٢١٨) حدّثنا أبو عليّ الزعفرانيّ، والدُّوريّ، وابن المنادي، قالوا: ثنا


(١) هكذا النسخة، والظاهر أن الصواب "أن أستخلف"، كما هو في الروايات الأخرى.
(٢) هكذا النسخة، والظاهر أنه مصحّف من قوله: "إن أُعمّر"، ولفظ مسلم: "إن أَعِشْ"، فتأمل.
(٣) هكذا النسخة، وفي رواية مسلم وغيره: "ويَقسموا فيهم فيأهم"، فتأمل.
(٤) هكذا النسخة، والظاهر أنه مصحّف من "عليهم"، كما هو عند مسلم وغيره، فتأمّل.