للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد حَدَّث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأحاديث، رَوَى عنه أولاده، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن الحارث، وغيرهم.

وقال ابن المسيب عن سعد: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل العباس، فقال: "هذا العباس أجود قريش كَفًّا، وأوصلها"، أخرجه النسائي (١)، وأخرج البغوي في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بسند له إلى الشعبي، عن أبي هَيّاج عن أبي سفيان بن الحارث، عن أبيه، قال: كان العباس أعظم الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصحابة يعترفون للعباس بفضله، ويشاورونه، ويأخذون رأيه، ومات بالمدينة في رجب، أو رمضان سنة اثنتين وثلاثين، أو بعده، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وكان طويلًا جميلًا أبيض (٢).

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب خمسة أحاديث فقط (٣)، هذا الحديث برقم (٣٤)، وحديث (٢٠٩): "نعم هو في ضحضاح من نار … "، وأعاده بعده، و (٤٩١): "إذا سجد العبد، سجد معه سبعة … "، و (١٧٥٧): "لا نورث ما تركنا صدقة … "، و (١٧٧٥): "أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيات … " (٤).

[تنبيه]: "أل" في "العبّاس" للمح الصفة، وهي التي تدخل على الأسماء المنقولة مما يصلُح دخول "أل" عليه، كقولك في حسن: الحسن، وأكثر ما تدخل على المنقول من صفة، كقولك في حارث: الحارث، وقد تدخل على المنقول من مصدر، كقولك في فضل: الفضل، وعلى المنقول من اسم جنس، غيرِ مصدر، كقولك في نعمان: النعمان، وهو في الأصل من أسماء الدم، فيجوز دخول "أل" في هذه الثلاثة؛ نظرًا إلى الأصل، وحذفُها؛ نظرًا إلى الحال، وإلى هذا أشار ابن مالك رحمه الله تعالى في "الخلاصة" بقوله:

وَبَعْضُ الأعْلَامِ عَلَيْهِ دَخَلَا … لِلَمْحِ مَا قَدْ كَانَ عَنْهُ نُقِلَا


(١) حديث صحيح.
(٢) راجع: "الإصابة" ٣/ ٥١١ - ٥١٢، و"التقريب" ص ١٦٤.
(٣) الذي ذكره ابن الجوزيّ في "المجتبى" أن له (٣٥) حديثًا، اتّفق الشيخان على حديث، وانفرد البخاريّ بحديث، ومسلم بثلاثة أحاديث.
(٤) هذه الأرقام هي أرقام محمد فؤاد.