أخرج له المصنّف، وأبو داود، والنسائيّ حديث الباب فقط.
[قوله]: "الْمُعَاويّ": نسبةٌ إلى مُعَاوية بن مالك، قال في "تهذيب الكمال" ٢١/ ٥٣: من وَلَد مُعاوية بن مالك بن عَوف بن عمرو بن عوف، من الأوس. انتهى.
والصَّواب في ضبطه ضم الميم، وتخفيف العين المهملة، كما في "الخلاصة" ٢/ ٢٥٣، و"لب اللباب" ٢/ ٢٦٤، فما وقع في بعض نسخ "تقريب التهذيب" من ضبطه بفتح الميم فغلط، وقد وقع على الصواب في بعضها، وهي النسخة التي حققها أبو الأشبال صغير أحمد شاغف، الباكستاني. فتنبه، واللَّه تعالى ولي التوفيق.
وابن عمر -رضي اللَّه عنهما- ذُكر قبله.
شرح الحديث:
(عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) وفي رواية النسائيّ من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن مسلم بن أبي مريم، قال: سمعت عليّ بن عبد الرحمن يقول: صليت إلى جنب ابن عمر، فقلبت الحصى. . .، وقوله:(الْمُعَاوِيِّ) تقدّم أنه بضمّ الميم (أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنهما- (وَأَنَا أَعْبَثُ) بفتح أوله وثالثه، يقال: عَبِثَ عَبَثًا، من باب تَعِبَ: إذا لَعِبَ، وعَمِلَ ما لا فائدة فيه (١). (بِالْحَصَى) وفي نسخة: "بالحصباء"، وهي صغار الحصى (فِي الصَّلَاةِ) والمراد أنه يَعبَث في جلوس الصلاة بدليل تعليم ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، فإنه اقتصر على بيان كيفية وضع اليدين في حال الجلوس، فإنه يدلّ على أنه إنما رآه يعبث في حال الجلوس، لا في كلّ الصلاة.
(فَلَمَّا انْصَرَف) أي سَلَّم ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- من الصلاة (نَهَانِي) وفي رواية النسائيّ: "لا تحرّك الحصى، وأنت في الصلاة، فإن ذلك من الشيطان"(فَقَالَ) ابن عمر (اصْنَعْ كمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَصْنَعُ)"ما" مصدريّة، أي كصنعه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو موصولة، والعائد مقدّر، أي كالصنع الذي يصنعه -صلى اللَّه عليه وسلم- (فَقُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ)