للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه- (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) وفي نسخة: "قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" ("مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ) وفي نسخة: "قال: من سبّح اللَّه أي قال: سبحان اللَّه، و"من" شرطيّة جوابها قوله: "غُفِرت خطاياه" (فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ) تقدّم أن المشهور ضمّ دال "دُبُر"، وحُكي بفتح، فسكون، والمراد بالصلاة الفريضة، كما تقدّم في حديث كعب بن عُجرة -رضي اللَّه عنه- قوله: "دبر كلّ صلاة مكتوبة" (ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ) بكسر الميم المخفّفة، أي قال: الحمد للَّه في دبر كلّ صلاة، وحذفه هنا وفيما بعده؛ للعلم به من الأول (ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ) أي قال: اللَّه أكبر (ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ) أي التسبيحات، والتحميدات، والتكبيرات (تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ) بيّن جملة العدد بعد ذكره بالتفصيل، ويُسمَّى فَذْلَكَةً (١)؛ نظير قوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة: ١٩٦] بعد ذكر "ثلاثة"، و"سبعة"، قال في "الكاشف": فائدة الفَذْلكة في كلّ حساب أن يُعلم العدد جملةً، كما عُلِم تفصيلًا؛ ليُحاط به من جهتين، فيتأكّد العلم، وفي أمثال العرب: علمان خير من علم (٢).

(وَقَالَ) وفي نسخة: "ثمّ قال"، والفاعل ضمير "من سبّح. . . إلخ وقيل: ضمير النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والأول أظهر (تَمَامَ الْمِائَةِ) بالنصب على المفعوليّة، وقيل: مرفوع على أنه مبتدأ خبره قوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) حاصل الكلام في هذا المقام أن لفظ "تمام" إما منصوب على أنه مفعول به لـ "قال"؛ لأنه في المعنى جملةٌ؛ إذ ما بعده عطف بيان، أو بدلٌ، أو خبرٌ لمحذوف، فصحّ كونه مقول القول، والمراد من تمام المائة ما تَتِمّ به المائة.

وإما منصوب على الظرفيّة، أي في وقت تمام المائة، أي عند إرادة تمامها، والعامل فيه لفظ "قال"، وعلى هذين الوجهين ففاعل "قال" ضمير من "سبّح اللَّه. . . إلخ".


(١) يقال: فَذْلكَ حسابه: أنهاه، وفَرَغَ منه، مُخْتَرَعَةٌ من قوله إذا أجمل حسابه: فذلك كذا وكذا، قاله في "القاموس" ٣/ ٣١٥.
(٢) راجع: "الكاشف عن حقائق السنن" ٣/ ١٠٦١.