للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى مصلّاه، ولكنّه قد خرج من بيته، ورآه من كان بقرب بيته.

قال: وقد ذكر الدارقطنيّ وغير واحد من الحفّاظ أن هذا الحديث اختصره الوليد بن مسلم من الحديث الذي قبله، فأتى به بهذا اللفظ. انتهى (١).

[تنبيه]: هذا الحديث مما انتقده الحافظ أبو الفضل بن عمّار -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "علله"، ودونك نصّه:

(١١) - ووجدت فيه (٢) عن داود بن رُشيد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: "كانت الصلاة تُقام لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيأخذ الناس مقامهم قبل أن يأخذ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مقامه".

قال أبو الفضل: وهذا اختصار عندنا من الوليد بن مسلم، اختصر الحديث، والحديث حديث الزُّبيديّ، ومعمر، ويونس، والأوزاعيّ، وأصحاب الزهريّ، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: "أقيمت الصلاة، وصُفّت الصفوف، ثم خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما أخذ مقامه، أشار إليهم أن مكانكم، ثم دخل، ثم خرج ورأسه يقطر"، فالحديث هو الذي رواه الزهريّ. انتهى كلام أبي الفضل -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٣).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا الذي عزاه أبو الفضل إلى "صحيح مسلم" من رواية داود بن رُشيد، لم نجده في النسخ الموجودة عندنا، وإنما رواه مسلم عن إبراهيم بن موسى، عن الوليد، لا عن داود بن رُشيد، ولعلّه وجد نسخة فيها روايته عن داود.

وأما رواية داود، عن الوليد فهي عند أبي داود في "سننه"، ودونك نصّه:

(٥٤١) حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا الوليد، قال: قال أبو عمرو (ح) وحدّثنا داود بن رُشيد، حدّثنا الوليد، وهذا لفظه، عن الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: "أن الصلاة كانت تقام لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) "فتح الباري" لابن رجب ٥/ ٤١٤.
(٢) أي "صحيح مسلم" "كتاب المساجد" رقم (٦٠٥).
(٣) راجع: "قرّة عين المحتاج" ١/ ١٤٦.