تفوته صلاة العصر، فكأنما وُتر أهله وماله"، ولو سئل عن الصبح وغيرها كان كذلك جوابه أيضًا -واللَّه أعلم- بدليل حديث نوفل بن معاوية: "الذي تفوته الصلاة، أو تفوته صلاةٌ، فكأنما وُتر أهله وماله". انتهى ملخّص كلام ابن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١)، وهو بحثٌ مفيدٌ جدًّا، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
١ - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم قبل باب.
٢ - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بُكير، أبو عثمان البغداديّ، نزيل الرَّقّة، ثقةٌ حافظٌ [١٠](ت ٢٣٢)(خ م د س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ٢٣.
٣ - (سُفْيَانُ) بن عيينة الإمام الحافظ الحجة المشهور، أبو محمد المكيّ، من كبار [٨](ت ١٩٨)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٣٨٣.
٤ - (الزُّهْرِيُّ) محمد بن مسلم، تقدّم في الباب الماضي.
٥ - (سَالِم) بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطّاب القرشيّ العدويّ، أبو عمر، أو أبو عبد اللَّه المدنيّ، أحد الفقهاء السبعة، ثقةٌ ثبت عابدٌ فاضلٌ، من كبار [٣](ت ١٠٦) على الصحيح تقدم في "الإيمان" ١٤/ ١٦٢.
وقوله:(قَالَ عَمْرٌو: يَبْلُغُ بِهِ، وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَفَعَهُ) أشار به إلى اختلاف شيخيه في صيغ الأداء، فقال عمرو الناقد: "يبلغ به"، والفاعل ضمير ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، وضمير "به" للحديث.
والمعنى: أن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- رفع الحديث إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.