أخرج له المصنّف هذا الحديث فقط، وأخرج له أبو داود في "الناسخ والمنسوخ".
[تنبيه]: ذكر في "التهذيب": أن لشقيق بن عُقبة في "صحيح مسلم" حديثًا واحدًا في الصلاة الوسطى، قال: وهو مُعَلَّق، قال مسلم: رَوَى الأشجعيّ، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن شقيق بن عقبة، عن البراء، وقد سمعناه متصلًا في الخامس من حديث المزكي. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا من أغرب الغرائب، فإن مسلمًا رواه أوّلًا متّصلًا، ثم قال: ورواه الأشجعيّ، فكيف ترك المتّصل الذي أورده مسلم أوّلًا، وذكر المعلّق الذي أورده بعده متابعةً، ثم ذكر أنه سمعه متّصلًا في الخامس من حديث المزكي؟ وهذا الجزء غريب، والحديث أخرجه أبو عوانة، وأبو نعيم في "مستخرجيهما" على "صحيح مسلم" متّصلًا من طريق الأشجعيّ، كما سأذكره قريبًا -إن شاء اللَّه تعالى- فكان العزو إليهما أحقّ من العزو إلى هذا الجزء الغريب، فتنبّه، واللَّه تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
٥ - (الْبَرَاءُ بْنُ عَازِب) بن الحارث بن عديّ الأنصاريّ الأوسيّ الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي اللَّه عنهما-، مات سنة (٧٢)(ع) تقدم في "الإيمان" ٣٥/ ٢٤٤.
شرح الحديث:
(عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ) -رضي اللَّه عنهما- أنه (قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ) وقوله: ({حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ}) بدل من اسم الإشارة محكيّ؛ لقصد لفظه (وَصَلَاةِ الْعَصْرِ) بالجرّ عطفًا على "الصلوات"، من عطف الخاصّ على العامّ؛ تشريفًا وتكريمًا، كقوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} الآية، وقوله:{فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}، وقوله:{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} الآية (فَقَرَأْنَاهَا مَا شَاءَ اللَّهُ) ولفظ "ما" مصدريّة ظرفيّة، أي مدّة مشيئة اللَّه تعالى، وفي رواية أبي عوانة في "مسنده": فقرأناها على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-