للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُصَلًّى) أي في مكان صلاة، وفي بعض النسخ: "في مصلّى في بيتي" (فَأَتَّخِذَهُ) بالرفع، ويجوز النصب، كما في "فتصلّي" (مُصَلًّى) أي مكان صلاة (قَالَ) عتبان -رضي اللَّه عنه- (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَأَفْعَلُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ") علّقه بمشيئة اللَّه تعالى؛ عملًا بقوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: ٢٣ - ٢٤] قال الكرمانيّ: وليس لمجرّد التبرّك؛ إذ محلّ استعماله إنما هو فيما كان مجزومًا به. انتهى (١).

قال في: "الفتح": ويجوز أن يكون للتبرك؛ لاحتمال اطلاعه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالوحي على الجزم بأن ذلك سيقع. انتهى (٢).

(قَالَ عِتْبَانُ) -رضي اللَّه عنه-، قال في "الفتح": ظاهر هذا السياق أن الحديث من أوله إلى هنا من رواية محمود بن الربيع، بغير واسطة، ومن هنا إلى آخره من روايته عن عتبان، صاحب القصة، وقد يقال: القدر الأول مرسلٌ؛ لأن محمودًا يَصْغُر عن حضور ذلك، لكن وقع التصريح في أوله بالتحديث بين عتبان ومحمود من رواية الأوزاعيّ، عن ابن شهاب، في رواية مسلم الآتية آخر البيت، وكذا وقع تصريحه بالسماع عند البخاريّ من طريق معمر، ومن طريق إبراهيم بن سعد، فيُحْمَل قوله: قال عتبان على أن محمودًا أعاد اسم شيخه اهتمامًا بذلك؛ لطول الحديث، أفاده في "الفتح" (٣).

(فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) زاد الإسماعيليّ: "بالغد"، وللطبرانيّ من طريق أبي أويس، أن السؤال وقع يوم الجمعة، والتوجه إليه وقع يوم السبت (وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) -رضي اللَّه عنه- لم يذكر جمهور الرواة عن ابن شهاب غيره، حتى إن في رواية الأوزاعيّ: "فاستأذنا، فأذنت لهما"، لكن في رواية أبي أُويس: "ومعه أبو بكر وعمر"، وتقدّم للمصنّف في "الإيمان" من طريق أنس، عن عتبان: "فأتى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومن شاء اللَّه من أصحابه"، وللطبراني من وجه آخر، عن أنس: "في نفر من أصحابه".

فيَحْتَمِل الجمع بأن أبا بكر صَحِبَه وحده في ابتداء التوجه، ثم عند الدخول، أو قبله اجتمع عمر وغيره من الصحابة، فدخلوا معه (حِينَ ارْتَفَعَ


(١) راجع: "عمدة القاري" ٤/ ٢٤٨.
(٢) "الفتح" ١/ ٦٢٠.
(٣) "الفتح" ١/ ٦٢٠.