للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ) فاعل "ساق" ضمير الأوزاعيّ.

وقوله: (عَلَى جَشِيشَةٍ) -بجيم، وشينين معجمتين، بينهما ياء تحتانيّة- قال شَمِر: هي أن تُطْحَن الحنطة طَحْنًا قليلًا، ثم يُلْقَى فيها لحمٌ، أو تمرٌ، فتطبخ به، وقال ابن قُتيبة: الخزيرة: هي لحم يُقطع صغارًا، ثم يُصبّ عليها ماءٌ كثيرٌ، فإذا نَضِجَ ذُرّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم، فهي عصيدة، وقال أبو الهيثم: إذا كانت من دقيق فهي حَريرة، وإذا كانت من نُخَالة فهي خزيرة، وقال ابن السكّيت: الخزيرة: اللَّفِيتة من لبن، أو ماء ودقيق، وقال النضر: الخزيرة من النخالة، والحَرِيرة من اللبن. انتهى (١).

[تنبيه]: رواية الأوزاعيّ هذه ساقها البيهقيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "السنن الكبرى" (٣/ ٩٦) فقال:

(٤٩٣٨) - أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، قال: حدّثني الزهريّ، عن محمود بن الربيع، قال: إني لأعقل مَجّةً مجها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من دلو في دارنا، قال محمود: فحدثني عتبان بن مالك، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن بصري قد ساء، وإن الأمطار إذا اشتدّت، وسال الوادي، حال بيني وبين الصلاة في مسجد قومي، فلو صليت في منزلي مكانًا، أتخذه مصلى، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نعم"، قال: فغدا عليّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومعه أبو بكر، فاستأذنا، فأَذِن لهما، فما جلس حتى قال: "أين تُحِبّ أن أصلي في منزلك؟ "، فأشرت له إلى ناحية، فتقدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فصففنا خلفه، فصلى بنا ركعتين، وحبسنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على جَشِيشة صنعناها له. انتهى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.


(١) "المفهم" ٢/ ٢٨٣ - ٢٨٤.