للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا رسول اللَّه، هذا أُنيس ابني أتيتك به يخدُمك، فادع اللَّه له، فقال: "اللهم أكثر ماله وولده"، قال أنس: فواللَّه إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على نحو المائة اليوم.

وفي "كتاب الصوم" من "صحيح البخاريّ": قال أنس: وحدّثتني ابنتي أُمينة أنه دُفِن لصلبي مَقْدَم الحجاج البصرة (١) بضع وعشرون ومائة (٢).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كان أكثر الصحابة أولادًا، وقد قال ابن قُتيبة في "المعارف": كان بالبصرة ثلاثة ما ماتوا حتى رأى كلُّ واحد منهم من ولده مائةَ ذكر لصلبه: أبو بكرة، وأنس، وخليفة بن بدر، وزاد غيره رابعًا، وهو المهلَّب بن أبي صُفْرة.

وأخرج الترمذيّ، عن أبي العالية في ذكر أنس: وكان له بستان يأتي في كل سنة الفاكهة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك، ورجاله ثقات.


(١) قوله: "مقدم الحجاج البصرة" بالنصب على نزع الخافض: أي من أول ما مات لي من الأولاد إلى أن قدمها الحجاج، ووقع ذلك صريحًا في رواية ابن أبي عديّ، ولفظه: وذَكَر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دُفن لصلبه إلى مقدم الحجاج، وكان قدوم الحجاج البصرة سنة خمس وسبعين، وعمر أنس حينئذ نيف وثمانون سنة، وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث، ويقال: اثنتين، ويقال: إحدى وتسعين، وقد قارب المائة، قاله في "الفتح" ٤/ ١٦٩ "كتاب الصوم" رقم (١٩٨٢).
(٢) قوله: "بضع وعشرون ومائة" في رواية ابن أبي عديّ: "نيف على عشرين ومائة"، وفي رواية الأنصاريّ، عن حميد، عند البيهقي في "الدلائل": "تسع وعشرون ومائة"، وهو عند الخطيب في "رواية الآباء عن الأبناء"، من هذا الوجه، بلفظ: "ثلاث وعشرون ومائة"، وفي رواية حفصة بنت سيرين: "ولقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي خمسة وعشرين ومائة"، وفي "الحلية" أيضًا من طريق عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس، قال: "دفنت مائة لا سِقْطًا ولا ولد ولد"، ولعل هذا الاختلاف سبب العدول إلى البضع والنيف، وفي ذكر هذا دلالة على كثرة ما جاءه من الولد، فإن هذا القدر هو الذي مات منهم، وأما الذين بَقُوا ففي رواية إسحاق بن أبي طلحة عن أنس، عند مسلم: "وإن ولدي وولد ولدي ليتعادُّون على نحو المائة"، ذكره في "الفتح" ٤/ ٢٧٠.