خَطْوَتَاهُ) بفتح الخاء هنا؛ لأن المراد بها فعل الماشي، وقوله:(إِحْدَاهُمَا) بدلٌ من "خَطْوتاه"، أو مبتدأ خبره قوله:(تَحُطُّ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه، من نصر، مبنيًّا للفاعل: أي تُزِيل (خَطِيئَةً) أي إثمًا، وجملة "تحُطّ. . . إلخ" خبر "كانت"(وَالْأُخْرَى) أي الْخَطْوة الأخرى (تَرْفَعُ) بالبناء للفاعل أيضًا، وقوله: (دَرَجَةً") منصوب على المفعوليّة، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥٢/ ١٥٢٢](٦٦٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١/ ٣٩٠)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٤٩٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٢٠٤٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٣/ ٦٢)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل التطهّر في البيت.
٢ - (ومنها): بيان إتيان المسجد مشيًا بلا ركوب؛ إن فيه تحمّل مشاقّ الطريق، فهو كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم- لعائشة -رضي اللَّه عنها- في عمرتها: "ولكنها على قدر نصبك"، متّفقٌ عليه، يعني المثوبة، قال في "الفتح": والمعنى أن الثواب في العبادة يكثر بكثرة النصب، أو النفقة. انتهى (١).
٣ - (ومنها): الحثّ على أداء الفرائض في المساجد.
٤ - (ومنها): بيان أن إحدى خطوتي الماشي إلى المسجد ماحية لخطيئته، والثانية رافعة لدرجته، وهذا هو الفضل العظيم، الذي ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون، جعلنا اللَّه تعالى ممن يسابق إلى مغفرته ورضوانه بمنّه وكرمه، إنه جواد كريم، رءوفٌ رحيم، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.