٢ - (ومنها): أن نصفه الأول مسلسلٌ بالمصريين، والثاني بالمدنيين.
٣ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: عمران، عن حنظلة.
٤ - (ومنها): أن صحابيّه من المقلّين من الرواية، فليس له في الكتب الستة إلا حديث الباب عند المصنّف، وله ذكر في "صحيح البخاريّ"، كما أسلفناه في ترجمته آنفًا في قصّة بنته مع عمر -رضي اللَّه عنه-، واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ خُفَافِ) بضمّ الخاء، وتخفيف الفاء (ابْنِ إِيمَاءٍ) بكسر الهمزة، وهو منصرف، كما قاله النوويّ (الْغِفَارِيِّ) بكسر الغين المعجمة، وتخفيف الفاء، نسبة إلى القبيلة التي تأتي في الحديث، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي صَلَاةٍ) وفي رواية الحارث بن خفاف التالية: "قال خفاف بن إيماء: ركع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم رفع رأسه، فقال: غفار. . . " ("اللَّهُمَّ الْعَنْ) تقدّم أنه من باب نَفَعَ، أي اطرُد، وأبعِدْ (بَنِي لِحْيَانَ) بكسر اللام، وقيل: يجوز فتحها (وَرِعْلًا) بكسر، فسكون (وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ) بصيغة التصغير (عَصَوُا اللَّهَ) -عَزَّ وَجَلَّ- (وَرَسُولَهُ) -صلى اللَّه عليه وسلم-، أي لأنهم عاهدوه، فغدروا، كما تقدّم بيان ذلك في شرح حديث أنس -رضي اللَّه عنه- المذكور في الباب.
ثمّ قال -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد لعنه القبائل المتمرّدة المعرضة عن الحقّ، مبيّنًا مناقب القبائل المستجيبة للَّه تعالى ولرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا) "غِفَارُ" -بكسر الغين المعجمة، وتخفيف الفاء، وبالراء-: أبو قبيلة من كنانة، وهم: بنو غِفَار بن مُلَيل -بميم، ولامين، مصغرًا- ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال ابن دُرَيد: هو مِن غَفَرَ: إذا سَتَرَ، وسبق منهم إلى الإسلام، أبو ذرّ الغفاريّ، وأخوه أُنيس، ورجع أبو ذرّ إلى قومه، فأسلم الكثير منهم.
(وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ") "أسلمُ" -بالهمزة، واللام المفتوحتين-: قبيلة أيضًا من خُزَاعة، وهي: أسلم بن أفصى، وهو خُزَاعة بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، منهم سلمة الأكوع، وفي مَذْحِج أسلم بن أوس اللَّه بن سعد العشيرة بن مَذْحِج، وفي بَجِيلة أسلم بطن، هو أسلم بن عمرو بن لُؤيّ بن