للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كاغتزاه، والعدُوَّ: سار إلى قتالهم، وانتهابهم (١).

قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وخيبر" بالخاء المعجمة، هذا هو الصواب، وكذا ضبطناه، وكذا هو في أصول بلادنا من نسخ مسلم، قال الباجيّ، وأبو عمر بن عبد البرّ، وغيرهما: هذا هو الصواب، وقال القاضي عياض: هذا قول أهل السير، وهو الصحيح، قال: وقال الأصيليّ: إنما هو "حُنَين" بالحاء المهملة والنون، وهذا غريبٌ ضعيفٌ (٢).

وقال ابن عبد البرّ في "التمهيد": وقولُ ابن شهاب في هذا الحديث، عن سعيد بن المسيب أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قَفَلَ من خيبر أصحُّ من قول من قال: إن ذلك كان مرجعه من حُنَين؛ لأن ابن شهاب أعلم الناس بالسِّيَرِ والمغازي، وكذلك سعيد بن المسيِّب، ولا يقاس بهما المخالف لهما في ذلك، وكذلك ذَكَرَ ابنُ إسحاق وأهلُ السير أن نومه عن الصلاة في سفره كان في حين قُفُوله من خيبر، وقد اختُلِف عن مالك في ذلك، فرُوي عنه في هذا الحديث حين قَفَلَ من خيبر. انتهى (٣).

[تنبيه]: قال في "التمهيد" (٤): كانت خيبر في سنة ست من الهجرة، هكذا قال، والذي ذهب إليه الجمهور أن غزوة خيبر كانت في المحرَّم سنة سبع من الهجرة، أقام -صلى اللَّه عليه وسلم- يحاصرها بضع عشرة ليلة إلى أن فتح اللَّه عليه وهي من المدينة على ثلاثة برود (٥).

[تنبيه آخر]: أخرج أبو حاتم بن حبّان في "صحيحه" هذا الحديث، ثم قال: أخبرنا ابن قتيبة بهذا الخبر، وقال فيه: "خيبر"، وأبو هريرة لم يشهد خيبر، إنما أسلم، وقدم المدينة، والنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بخيبر، وعلى المدينة سِبَاع بن عُرْفُطة، فإن صحّ ذكر خيبر في الخبر، فقد سمعه أبو هريرة من صحابي غيرِهِ، فأرسله كما يفعل ذلك الصحابة كثيرًا، وإن كان ذلك "حُنَين"، لا "خيبر"، وأبو هريرة شَهِدَها، وشهوده القصة التي حكاها شهود صحيحٌ، والنفس إلى أنه


(١) "القاموس المحيط" ٤/ ٣٦٩.
(٢) "شرح النووي" ٥/ ١٨١.
(٣) "التمهيد" ٦/ ٣٨٨ - ٣٨٩.
(٤) راجع: "التمهيد" ٦/ ٣٩٢.
(٥) "المنهل العذب المورود" ٤/ ٢١، و"تحفة الأحوذيّ" ٨/ ٤٨٥.