١ - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو (١٠٣) من رباعيّات الكتاب، وبقيّة اللطائف تقدّمت قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) وذلك في حجة الوداع، ففي رواية شعبة الآتية:"خرجنا من المدينة إلى الحجّ"(مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ) زاد في رواية البيهقيّ من طريق عليّ بن عاصم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس:"إلا المغرب"(حَتَّى رَجَعَ) وللبخاري: "حتى رجعنا إلى المدينة"، قال يحيى بن أبي إسحاق (قُلْتُ) لأنس -رضي اللَّه عنه- (كَمْ أقَامَ) النبيّ -رضي اللَّه عنه- (بِمَكَّةَ؟) المراد إقامته بها، وبحواليها، من منى وعرفة (قَالَ) أنس -رضي اللَّه عنه- (عَشْرًا) أي: أقام عشرة أيام بلياليها، وإنما حذفت التاء مع أن المعدود مذكَّر، وهو اليوم؛ لأن التمييز إذا لم يُذْكَر جاز الوجهان في العدد، التذكير والتأنيث.
ولا يُعارض هذا حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: "أقام النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تسعة عشر يومًا يقصر"؛ لأن حديث ابن عباس كان في فتح مكة، وحديث أنس في حجة الوداع، قال الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ-: إنما وجه حديث أنس -رضي اللَّه عنه- أنه حسب مقام النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمكة ومنى، وإلا فلا وجه له غير هذا، واحتجّ بحديث جابر -رضي اللَّه عنه- أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدِمَ مكة صبيحة رابعة من ذي الحجة -يوم الأحد- فأقام بها الرابع والخامس والسادس والسابع، وصلّى الصبح في اليوم الثامن -يوم الخميس-