للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بجاره يوم القيامة، فيقول: يا رب هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه" (١).

وخرّج الخرائطي وغيره بإسناد ضعيف، من حديث عطاء الخراساني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أغلق بابه دون جاره؛ مخافةً على أهله وماله، فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لا يَأْمَن جاره بوائقه، أتدري ما حقّ الجار؟ إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عُدت عليه، وإذا مَرِض عُدته، وإذا أصابه خير هَنّيته، وإذا أصابته مصيبة عَزّيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء، فتَحْجُب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بِقُتَار قِدْرك (٢)، إلا أن تَغْرِف له، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سِرًّا، ولا يَخْرُج بها ولدك؛ ليُغِيظ بها ولده".

ورفعُ هذا الكلام منكر، ولعله من تفسير عطاء الخراساني.

وقد رُوي أيضًا عن عطاء، عن الحسن، عن جابر، مرفوعًا: "أدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقُتَار قِدرك إلا أن تَقْدَح له منها".

وفي "صحيح مسلم" عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم -: إذا طبخت مرقًا فأكثر ماءه، ثم انظر إلى أهل بيت جيرانك، فأَصِبهم منها بمعروف"، وفي رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقةً، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك".

وفي "المسند"، والترمذيّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه ذبح شاة، فقال: هل أهديتم منها لجارنا اليهودي؟ ثلاث مرات، ثم قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (٣).

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يَغْرِز خشبةً في جداره"، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: ما لي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم.


(١) رواه البخاريّ في "الأدب المفرد" (١١١) وفي سنده ليث بن أبي سُليم، ضعيف.
(٢) "القُتَار" كالدخان وزنًا ومعنى، قاله في "المصباح".
(٣) حديث صحيح.