والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان مسائله في الحديث الماضي، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[١٧٨٣] (. . .) - (حَدَّثَنِي عَليُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، قَاضِي كِرْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُلَّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ) السعديّ المروزيّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (حَسَّانُ، قَاضِي كِرْمَانَ) -بفتح الكاف، وكسرها- هو: حسّان بن إبراهيم بن عبد اللَّه الْعَنَزيّ، أبو هشام الكرمانيّ، قاضيها، صدوقٌ يُخطئ [٨] (ت ١٨٦) وله مائة سنة (خ م د) تقدم في "الطهارة" ٨/ ٥٦٩.
٣ - (سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقِ) الثوريّ الكوفيّ، والد سفيان، ثقةٌ [٦].
رَوَى عن إبراهيم التيميّ، وخيثمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن عمرو بن أشوع، وسلمة بن كُهيل، وأبي وائل، والشعبيّ، وعَباية بن رفاعة، وأبي الضُّحَى، ومنذر الثوريّ، وغيرهم.
وروى عنه الأعمش، وهو من أقرانه، وأولاده: سفيان، وعُمر، والمبارك، وشعبة بن الحجاج، وأبو الأحوص، وزائدة، وأبو عوانة، وجماعة.
قال ابن معين، وأبو حاتم، والعجليّ، والنسائيّ: ثقةٌ، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن المدينيّ.
قال ابن أبي عاصم: مات سنة ست وعشرين ومائة، وقال أحمد: بلغني أنه مات سنة (١٢٨)، وأرّخه ابن قانع سنة سبع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأرّخه سنة ثمان.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب تسعة أحاديث فقط، هذا برقم (٧٤٥) و (٧٦٣) و (١٠٦٠) و (١٠٦٤) و (١٩٢٩) و (١٩٦٨) و (٢٢١٢) وأعاده بعده، و (٢٤٠٨) و (٢٨٧١).
والباقون ذُكروا في الباب، و"أبو الضُّحى" هو: مسلم بن صُبيح المذكور قبل حديث.