(٣٠٦١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١٧٧٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٢/ ١٨٩)، واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: هذا الحديث أخرجه أحمد في "مسنده"(٣/ ٥٩)، وابن ماجه في "سننه"(١٣٧٦)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(١٢٠٦)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٢/ ١٨٩) من طريق سفيان وزائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، وعن جابر، عن أبي سعيد الخدريّ، فجعله من مسند أبي سعيد -رضي اللَّه عنه-.
والظاهر أن الأرجح رواية أبي معاوية، عن الأعمش أنه من مسند جابر -رضي اللَّه عنه-، كما هو رأي المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، حيث اقتصر على إخراجها، ولم يذكر الاختلاف في السند على عادته، وذلك لأمرين:
[أحدهما]: أن أبا معاوية أحفظ مَن روى حديث الأعمش، فيقدّم على غيره.
[الثاني]: أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد اللَّه بن نُمير، عن الأعمش عند أحمد في "مسنده"(٣/ ٣١٦) وأبو خالد الأحمر، وعبدة بن سليمان، كلاهما عن الأعمش عند ابن خزيمة في "صحيحه"(١٢٠٦).
والحاصل أن رواية المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- هي الراجحة، فتنبّه.
على أنه يُمكن أن يكون الحديث صحيحًا بالطريقين؛ لأن الرواية الثانية راويها سفيان الثوريّ، وهو مقدّم في شيوخه، كما هو مشهور، وتابعه عليه زائد بن قُدامة، وهو ثقةٌ ثبتٌ حجة، فتكون روايته محفوظة أيضًا، فتأمّل.
وأما ما أخرجه أحمد في "مسنده"(٣/ ٥٩) عن موسى (١)، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد، فضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، ومخالفته الثقات الأثبات المذكورين، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): الحثّ على أداء النوافل في البيت.
٢ - (ومنها): بيان أن المكتوبة لا تصلَّى إلا في المسجد.
(١) هو موسى بن داود الضبيّ الْخُلقانيّ الطرسوسيّ، نزيل بغداد، صدوق فقيه زاهد له أوهام من صغار التاسعة، مات سنة (٢١٧). انتهى "ت".