كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

٦ - (كتاب صلاة المسافرين وقصرها) - (٣٤) - (باب الأمر بتعهد القرآن، وكراهة قول: نسيت آية كذا، وجواز قول: أنسيتها) - ج: 16 - ص: 224

وقوله: (كُلُّ هَؤُلَاءِ عَنْ نَافِعٍ) أي: كلّ هؤلاء الثلاثة: عبيد اللَّه العمريّ، وأيوب السختيانيّ، وموسى بن عُقبة رووا عن نافع، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

[تنبيه]: عبيد اللَّه العمريّ، عن نافع ساقها الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده" (٢/ ١٧) فقال:

(٤٦٦٥) - حدّثنا عبد اللَّهِ، حدّثني أبي، ثنا يحيى، عن عُبَيْدِ اللَّهِ، أخبرني نَافِعٌ، عَنِ ابن عُمَرَ، عَنِ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مَثَلُ صَاحِبِ الإِبِلِ المعقلة، إن عَقَلَهَا صَاحِبُهَا حَبَسَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ". انتهى.

وأما رواية أيوب السختيانيّ، عن نافع، فقد ساقها عبد الرزّاق -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مصنّفه" (٣/ ٣٦٠) فقال:

(٥٩٧١) - عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مثل القرآن إذا عاهد عليه صاحبه، يقرؤه بالليل والنهار، كمثل رجل له إبل، فإن عَقَلها حَفِظها، وإن أطلق عُقُلها ذهبت، وكذلك صاحب القرآن". انتهى.

وأما رواية يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن نافع، فقد ساقها النسائيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الكبرى" (٥/ ٢٠) فقال:

(٨٠٤٣) - أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا يعقوب، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنما مثل القرآن، كمثل الإبل المعقلة، إذا عاهدها صاحبها على عُقُلها أمسكها، وإذا أغفلها ذهبت، إذا قام صاحب القرآن، فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقرأه نسيه". انتهى.

وأما رواية أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، فقد ساقها أبو نعيم -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مستخرجه" (٢/ ٣٨٠) فقال:

(١٧٩٢) - حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا قام صاحب القرآن يقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يَقُم به نسيه". انتهى، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.