للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَخْرَمة، عن أبي رافع مولى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما كان نبيّ إلا له حواريون يهتدون بهديه". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - هذا انفرد به المصنّف رحمه الله تعالى.

(المسألة الثانية): في بيان تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٢٢/ ١٨٧ و ١٨٨] (٥٠) بهذه الأسانيد، و (أحمد) في "مسنده" (٤٣٦٣ و ٤٣٧٩ و ٤٤٠٢)، و (ابن حبان) في "صحيحه" (١٧٧ و ٦١٩٣)، و (أبو عوانة) في "مستخرجه" (٩٨ و ١٠٠)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٧٧)، و (ابن منده) في "الإيمان" (١٨٣)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (٩٧٨٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" ١٠/ ٩٠، والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): في الكلام على هذا الحديث:

قد تكلّم الإمام أحمد رحمه الله تعالى في هذا الحديث، قال القاضي عياض: وقد قال أبو عليّ الْجَيّانيّ، عن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال: هذا الحديث غير محفوظ، قال: وهذا الكلام لا يشبه كلام ابن مسعود، وابنُ مسعود يقول: "اصبروا حتى تلقوني". انتهى. هذا كلام القاضي رحمه الله تعالى.

وقال أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى: هذا الحديث مما انفرد به مسلم عن البخاريّ، وقد أنكره أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فيما بلغنا عن أبي داود السِّجِسْتانيّ في "مسائله عن أحمد" قال: الحارث بن فُضيل ليس بمحفوظ الحديث، وهذا الكلام لا يُشبه كلام ابن مسعود، وذكر أحمد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اصبروا حتى تلقوني".

قال ابن الصلاح: قد رَوَى عن الحارث هذا جماعة من الثقات، ولم نَجِدْ له ذكرًا في كتب الضعفاء، وفي كتاب ابن أبي حاتم، عن يحيى بن معين أنه ثقة، ثم إن الحارث لم ينفرد به، بل توبع عليه على ما أشعر به كلام صالح بن كيسان المذكور.