للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ) -رضي اللَّه عنه- (أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ) بن خالد بن عُمير بن الحارث الخزاعيّ، رَوَى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ورَوَى عنه أبو الطُّفَيل، وجَمِيل بن عبد الرحمن، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن فَرُّوخ، مولى عمر -رضي اللَّه عنه-، قال ابن عبد البرّ: كان من كبار الصحابة وفضلائهم، وقيل: إنه أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة، ولم يهاجر، قال: وأنكر الواقديّ أن تكون له صحبة، وذكره ابن سعد في طبقة الْفَتْحِيين، وذكره ابن حبان، والعسكريّ، وجماعة في الصحابة، أخرج له البخاريّ في "الأدب المفرد"، والباقون، سوى الترمذيّ.

(لَقِيَ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه- (بِعُسْفَانَ) -بضم العين، وسكون السين المهملتين-: موضع بين مكة والمدينة، وبينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل، ونونه زائدة، وهو يُذكّر ويؤنّث (١). (وَكَانَ عُمَرُ) -رضي اللَّه عنه- (يَسْتَعْمِلُهُ) وفي نسخة: "استعمله" (عَلَى مَكَّةَ) أي جعله أميرأ عليها (فَقَالَ) له عمر -رضي اللَّه عنه- (مَنِ اسْتَعْمَلْتَ) وفي رواية النسائيّ: "من استخلفت؟ " (عَلَى أَهْلِ الْوَادِي) أي على أهل مكة (فَقَالَ) نافع -رضي اللَّه عنه- (ابْنَ أَبْزَى) بالنصب مفعول لفعل مقدّر، دلّ عليه السؤال، أي استعملتُ ابنَ أبزى -بفتح الهمزة، وسكون الموحّدة، بعدها زاي، مقصورًا- وهو: عبد الرحمن بن أبزى الْخُزَاعيّ، مولى نافع بن عبد الحارث، مختلف في صحبته، استخلفه نافع بن عبد الحارث على أهل مكة أيام عمر، وقال البخاريّ: له صحبة، وذكره غير واحد في الصحابة، وقال أبو حاتم: أدرك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصَلَّى خلفه، وقال ابن عبد البر: استعمله عليّ على خراسان، وذكره ابن سعد فيمن مات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهم أحداث الأسنان، وممن جزم بأن له صحبةً خليفةُ بن خياط، والترمذيّ، ويعقوب بن سفيان، وأبو عروبة، والدارقطني، والْبَرْقيّ، وبَقِيّ بن مَخْلَد، وغيرهم، أخرج له الجماعة، وتقدّمت ترجمته في "الحيض" ٢٧/ ٨٢٦.

(قَالَ) عمر -رضي اللَّه عنه- (وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ) نافع (مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا) -بفتح


(١) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٤٠٩.