بما فيه (وَيَضَعُ بِهِ) أي يُحقّرهم، ويُصغّر قدرهم في الدنيا والآخرة، بسبب إعراضهم عنه، وعدم عنايتهم به، وتضييعهم حدوده، وجهلهم بما فيه (آخَرِينَ") وهم الذين لم يؤمنوا به،، أو آمنوا، ولم يعملوا به، كما قال تعالى:{يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}[البقرة: ٢٦]، وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)} [الإسراء: ٨٢]، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عمر بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤٨/ ١٨٩٧ و ١٨٩٨](٨١٧)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة" (٢١٨)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٠٩٤٤)، وأخرجه (أحمد) في "مسنده" ١/ ٣٥، و (الدارميّ) في "سننه" (٣٣٦٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٧٧٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٣٧٦٢ و ٣٧٦٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٨٤٩)، و (البغويّ) في "شرح السنة" (١١٨٤)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل من تعلم القرآن وعلّمه، وهو واضح.
٢ - (ومنها): بيان أن من قرأ كتاب اللَّه، وعمل بمقتضاه، مخلصًا رفعه اللَّه تعالى فوق كثير من عباده المؤمنين، ومن قرأه مرائيًا، غير عامل به، وضعه اللَّه أسفل السافلين.
٣ - (ومنها): ما كان عليه عمر -رضي اللَّه عنه- من متابعة أمرائه في سياستهم لرعيتهم؛ لئلا يضيعوا حقوقهم، فيكون هو المسئول عن ذلك؛ لأنه الراعي الأول، وقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كلّكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، متّفقٌ عليه.
٤ - (ومنها): أن من كان عالِمًا بكتاب اللَّه، وبالفرائض، وعرف أحكام القضاء هو الذي يستحقّ أن يتولّى أمور المسلمين، وإن كان دنيء النسب، وأن من كان جاهلًا بهذه الأمور لا يستحقّ ذلك، وإن كان شريف النسب.