١ - (منها): بيان ما كان عليه الصحابة -رضي اللَّه عنهم- من شدّة التمسّك بما سمعوه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن خالفهم الناس جميعًا.
٢ - (ومنها): بيان ما كانوا عليه من شدّة الحرص على تثبيت ما عندهم من العلم بموافقة غيرهم ممن سمع من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مثلهم.
٣ - (ومنها): بيان أنه لا ينبغي للإنسان الالتفات إلى من خالفه إذا تأكّد أن الذي عليه هو الحقّ، ولا سيّما إذا وجد من يوافقه عليه.
٤ - (ومنها): بيان أن الاعتماد في القرآن على التلقّي من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والأخذ عن حفّاظ أمته، ففي عهد النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان الصحابة -رضي اللَّه عنهم- حريصين على التلقي من فِيه -صلى اللَّه عليه وسلم- بدون واسطة، ومن لم يستطع منهم ذلك أخذ عمن أخذه عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد اشتَهَرَ في كل طبقة من طبقات الأمة جماعة بحفظهم القرآن، وتحفيظه، ولما كان الصحابة -رضي اللَّه عنهم- قد اختَلَف أخذهم عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم انتشَرُوا في الأمصار اختلف الآخذون عنهم من التابعين، ثم تصدّى في كل مصر قوم للقراءات، يضبطونها، ويعتنون بها، ويعلّمونها إلى أن أُلّفت في ذلك كتب القراءات المشهورة، فحُفظ بذلك القرآن الكريم، فكان ذلك مصداقًا للَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {إنا نَحْنُ نَزَّلنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ، لَحَفِظُونَ (٩)} [الحجر: ٩]، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال: