٥ - (قَيْس) بن أبي حازم البجليّ الأحمسيّ، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقة مخضرم [٢] مات بعد (٩٠) أو بعدها، وقد جاوز المائة، وتغيّر (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤٧٥.
٦ - (جَرِير) بن عبد الله بن جابر، وهو السَّلِيل بن مالك بن نَصْر بن ثَعْلبة بن جُشَم بن عُويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن نَذير بن قيس الْبَجلي الصحابي الشهير، يُكنى أبا عمرو، وقيل: يُكنى أبا عبد الله، اختُلف في وقت إسلامه، ففي الطبراني "الأوسط" من طريق حُصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: لَمّا بُعِث النبي - صلى الله عليه وسلم - أتيته، فقال:"ما جاء بك؟ "، قلت: جئت لأسلم، فألقى إلَيَّ كساءه، وقال:"إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه"، حصين فيه ضعف، ولو صح لَحُمِل على المجاز، أي لَمّا بلغنا خبر بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو على الحذف، أي لما بُعِث النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا إلى الله، ثم قدم المدينة، ثم حارب قريشًا وغيرهم، ثم فَتَحَ مكة، ثم وَفَدت عليه الوفود.
وجزم ابنُ عبد البر عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يومًا، وهو غلط، ففي "الصحيحين" عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:"استَنْصِتِ الناسَ" في حجة الوداع، وجزم الواقدي بأنه وَفَد على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان سنة عشر، وأن بعثه إلى ذي الْخَلَصَة كان بعد ذلك، وأنه وافى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع من عامه.
قال الحافظ: وفيه عندي نظر؛ لأن شريكًا حدّث عن الشيباني، عن الشعبي، عن جرير قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخاكم النجاشي قد مات … " الحديث، أخرجه الطبراني، فهذا يدلّ على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر؛ لأن النجاشي مات قبل ذلك. قاله في "الإصابة".
وقال في "الفتح": والصحيح أنه أسلم سنة الوفود سنة تسع، ووَهِمَ من قال: إنه أسلم قبل موت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يومًا؛ لما ثبت في "الصحيح" أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له:"استَنْصِتِ الناس" في حجة الوداع، وذلك قبل موته - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ثمانين يومًا. انتهى (١).