للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"بنت حارثة" هي أم هشام المذكورة في السند السابق، والباقون تقدّموا قبل بابين.

[فإن قلت]: كيف أخرج المصنّف رحمهُ الله رواية عبد الله بن محمد بن مَعْن، مع أنه لا راوي له إلا خُبيب بن عبد الرحمن، وقال في "التقريب" عنه: مقبول؟.

[قلت]: إنما أخرجها متابعة لرواية عمرة السابقة، ولرواية يحيى بن عبد الله اللاحقة، لا استقلالًا، فلا اعتراض عليه، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقولها: (وكان تنُّورُنَا) بفتح التاء، وتشديد النون: قال الفيّوميّ رحمهُ الله: هو الذي يُخبَز فيه، وافقت فيه لغة العرب لغة العجم، وقال أبو حاتم: ليس بعربيّ صحيح، والجمع التنانير. انتهى (١).

وقال في "القاموس": "التّنّور": الكانون، يُخْبَزُ فيه، وصانعه تَنَّارٌ، ووجهُ الأرض، وكلُّ مَفْجَر ماءٍ، ومَحْفَلُ ماء الوادي، وجبلٌ قُرْب الْمِصِّيصَة. انتهى (٢).

وإنما قالت: "وكان تنّورنا وتنُّور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدًا"؛ إشارةً إلى حفظها، ومعرفتها بأحوال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقربها من منزلة (٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمهُ الله المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٠١٥] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا (٤) عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَاحِدًا سَنَتَيْنِ، أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ، وَمَا أَخَذْتُ (٥)


(١) "المصباح المنير" ١/ ٧٧.
(٢) "القاموس المحيط" ١/ ٣٨١.
(٣) "شرح النوويّ" ٦/ ١٦١.
(٤) وفي نسخة: "حدّثنا".
(٥) وفي نسخة: "ما أخذتُ".