للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا للوالِهِ: "عَجُولٌ، وعُجُلٌ"، وقالوا: "جَدُودٌ وجَدائِدُ"، و"صَعُودٌ وصَعائِدُ"، و"سَلُوبٌ وسَلائِبُ". والجدود: التي قل لَبَنُها، والصعُودُ: التي عطفت على ولدِ غيرها، والسلُوبُ: التي سُلبت ولدَها بموتٍ، أو ذَبْح، أو غيرِ ذَيْنك. جاؤوا بها على "فعَائِلَ"؛ لأنها مؤنّثةٌ، فكان علامةُ التأنيث فيها مقدرة، فصار كـ "صَحيحَة"، و"صَحائِحَ". شبّهوا "فَعُولًا" في الصفة بالاسم، فجمعوه جمعَه، فكما قالوا: "قَدُومٌ، وقُدُمٌ، وقَدائِمُ"، و"قَلُوصٌ، وقُلُص، وقَلاِئصُ" كذلك قالوا: "عَجُوزٌ، وعُجُز، وعَجائِزُ".

وقد يستغنون بأحدهما عن الآخر، قالوا: "عَجائِلُ"، ولم يقولوا: "عُجُلٌ"، وقالوا: "صَعائِدُ"، ولم يقولوا "صُعُدٌ". وقد قالوا في المذكر: "جَزُورٌ، وجَزائِرُ"، وبابه المؤنّث، كأنهم لما كان لغيرِ من يعقل؛ جمعوه جمعَ المؤنث؛ لأن غير العُقلاء يجري في الجمع مجرى المؤنّث. فأمّا "ذَنُوب" و"أَذْنِبَةٌ"، ففيه لغتان: التذكير والتأنيث. فمن ذكّر، قال: "أَذْنِبَة"؛ ومن أنث، قال: "ذَنائِبُ". ويُحكَى أنّه لمّا قال عَلْقَمَةُ [من الطويل]:

٧٥١ - وفي كل حَي قد خَبَطْتَ بنِعْمَةٍ ... فَحُقَّ لَشأْسٍ من نَداكَ ذَنُوبُ


اللغة: عجز: جمع عجوز. جرم، وعكل: قبيلتان عربيتان. المقابلة: مقطوعة الأذن قطعة بقيت معلقة من قدُم.
المعنى: أحضرته عجائز كأن أذنيها من تهدلها مقطوعة، وهن لسن من قبيلة جرم ولا من قبيلة عكل.
الإعراب: "جاءت": فعل ماضٍ مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث. "به": جار ومجرور متعلقان بـ (جاء). "عجز": فاعل مرفوع بالضمّة. "مقابلة": صفة مرفوعة بالضمة. "ما": حرف نفي يعمل عمل "ليس". "هن": ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم "ما". "من جرم": جار ومجرور متعلّقان بخبر "ما" المحذوف. "ولا": الواو: حرف عطف، "لا": زائدة لتوكيد النفي. "عكل": اسم معطوف على "جرم" مجرور بالكسرة.
وجملة "جاءت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما هن من جرم": في محلّ رفع صفة ثانية لـ"عجز".
والشاهد فيه قوله: "عجز" جمع تكسير لعجوز، والشائع "عجائز".
٧٥١ - التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٤٨؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٠٠؛ ولسان العرب ١/ ٢٧٧ (جنب)، ٦/ ١١٠ (شأس)، ٧/ ٢٨٣ (خبط)؛ ومجالس ثعلب ص ٩٧؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ص ٢١٩؛ والممتع في التصريف ص ٣٦١؛ والمنصف ٢/ ٣٣٢.
اللغة: خَبَطتُ: أسديتَ، وأنعَمتَ، وأصل الخبط ضرب الشجر بالعصا ليتحات ورقُه، فنعلفه الإبلَ، فجعل ذلك مثلًا للعطاء. وشأسٌ هو شأس بن عَبَدة. والذنوب: الدلو الملأى ماءً.
المعنى: يخاطب الشاعر الحارثَ بن شمر الغساني فيقول له: إن فضلك عَمَّ الأحياء كلها، فيحسن أن تُفْرِج عن أخي شأس المأسور لديك.
الإعراب: "وفي كل": الواو: بحسب ما قبلها، "في كل": جار ومجرور متعلقان بالفعل (خَبَطتَ). "حي": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "قد": حرف تحقيق. "خَبَطتَ": فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: فاعل، مبني على الفتح في محل رفع. "بنعمة": جار ومجرور متعلقان بالفعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>