للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والتذكير، وليُخفّف أيضًا عن الناس، كما قال لمعاذ -رضي الله عنه-: "إذا أممتَ الناس، فاقرأ بالشمس وضحاها، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} "، متّفقٌ عليه.

قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "كان في أول الأمر … إلخ" فيه نظرٌ؛ لأنه لا دليل عليه، بل الأولى أن يُحمل على أنه كان يقرأ تارة بهذا، وتارةً بهذا، كما يأتي تحقيقه، فتبصّر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمهُ اللهُ.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٩/ ٢٠٢٦ و ٢٠٢٧] (٨٧٧)، و (أبو داود) في "الصلاة" (١١٢٤)، و (الترمذيّ) فيها (٥١٩)، و (ابن ماجه) في إقامة "الصلاة" (١١١٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (١٦٦١)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٤٢٩)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١٨٤٣ و ١٨٤٤)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٩٧١ و ١٩٧٢)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان مشروعيّة قراءة سورة بعد الفاتحة.

٢ - (ومنها): بيان استحباب الجهر بالقراءة في صلاة الجمعة.

٣ - (ومنها): بيان استحباب القراءة في الركعتين بهاتين السورتين، وفي الحديث الآخر القراءة في العيد بـ {ق} {اقْتَرَبَتِ}، وكلاهما صحيحٌ، فكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في وقت يقرأ في الجمعة "سورة الجمعة"، و"سورة المنافقين"، وفي وقت {سَبِّحِ}، و {هَلْ أَتَاكَ}، وفي وقت يقرأ في العيد {اقْتَرَبَتِ}، و {سَبِّحِ}، وفي وقت {سَبِّحِ}، {هَلْ أَتَاكَ}. قاله النوويّ رحمهُ اللهُ (١).

٤ - (ومنها): بيان ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- من اقتفاء آثار النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في


(١) "شرح النوويّ" ٦/ ١٦٧.