أخرج له المصنّف، والأربعة، وليس له في هذا الكتاب إلا هذا الحديث.
٨ - (النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ) بن سعد بن ثعلبة الأنصاريّ الخزرجيّ الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما-، سكن الشام، ثم وَلي إِمْرة الكوفة، ثم قُتِل بِحِمْص سنة خمس وستين، وله أربع وستون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٩٧/ ٥٢٢.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف رحمهُ اللهُ، وله فيه ثلاثة من الشيوخ قرن بينهم؛ لاتحاد كيفيّة تحمّله عنهم، ثم فرّق بينهم؛ لاختلافهم فيها.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيوخه، فالأول ما أخرج له أبو داود، وابن ماجه، والثاني ما أخرج له الترمذيّ، والثالث ما أخرج له ابن ماجه، وحبيب بن سالم ما أخرج له البخاريّ.
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين، سوى شيخيه: يحيى، فنيسابوريّ، وإسحاق، فمروزيّ.
٤ - (ومنها): أن فيه ثلاثةً من التابعين، روى بعضهم عن بعض، ورواية الابن عن أبيه، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ) -رضي الله عنهما-.
[فائدة]: إنما دخلت "أل" على "نعمان" مع كونه علمًا، والأعلام لا تدخل عليه؛ لكونه معرفة بنفسه؛ للمح الأصل، كما قال في "الخلاصة":
(قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِي) صلاة (الْعِيدَيْنِ، وَفِي) صلاة (الْجُمُعَةِ، بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}) أي: في الركعة الأولى {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}) أي: في الركعة الثانية (قَالَ) النعمان -رضي الله عنه- (وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ) قال النوويّ رحمهُ اللهُ: فيه استحباب القراءة فيهما بهما، وفي الحديث الآخر القراءة في العيد بـ {ق} و {اقْتَرَبَتِ}، وكلاهما صحيح، فكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في وقت يقرأ في الجمعة