٤ - (ومنها): أن فيه راوية تابعيّ، عن تابعيّ، والابن عن أبيه، عن خالته.
٥ - (ومنها): أن فيه عروة من الفقهاء السبعة، وعائشة - رضي الله عنها - من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - (قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنه - (وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ) أي: والحال أن جاريتين كائنتان عندي.
والجارية في النساء كالغلام في الرجال، يقعان على من دون البلوغ فيهما (مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ) وللطبرانيّ من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أن إحداهما كانت لحسان بن ثابت، وفي "الأربعين" للسلمي أنهما كانتا لعبد الله بن سلام، وفي "العيدين" لابن أبي الدنيا من طريق فُليح، عن هشام بن عروة:"وحمامةُ وصاحبتها تغنّيان"، وإسناده صحيح، قال الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-: ولم أقف على تسمية الأخرى، لكن يَحْتَمِل أن يكون اسم الثانية زينب، وقد ذكرته في "كتاب النكاح"، ولم يذكر حمامةَ الذين صنّفوا في الصحابة، وهي على شرطهم. انتهى.
(تُغَنِّيَانِ) أي: ترفعان أصواتهما بإنشاد الشعر، وهو المسمّى عندهم بالنصْب، وهو إنشاد بصوت رقيق، فيه تمطيط، وهو يجري مجرى الْحُدَاء، قاله القرطبيّ ايًخَددهُ (بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ) أي: قال بعضهم لبعض من فخر أو هجاء.
وفي رواية للبخاريّ في "الهجرة": "بما تعازفت" بعين مهملة، وزاي، وفاء، من العَزَف، وهو الصوت الذي له دويّ، وفي رواية:"تقاذفت" بقاف بدل العين، وذال معجمة بدل الزاي، من القذف، وهو هجاء بعضهم لبعض، وعند أحمد في رواية حماد بن سلمة، عن هشام:"تذكران يوم بُعَاث، يَوْمَ قُتِلَ فيه صناديد الأوس والخزرج"(١).