للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جَارِيَتَانِ) تقدّم أنهما من جواري الأنصار، وأن إحداهما كانت لحسّان بن ثابت، وسمى بعضهم إحداهما حمامة، ولم يذكر أحد من مصنفي أسماء الصحابة حمامة هذه، وذكر الذهبيّ في "التجريد" حمامة أمّ بلال - رضي الله عنه - اشتراها أبو بكر - رضي الله عنه -، وأعتقها، قاله في "العمدة" (١)، وفيه أنها ليست للأنصار، فتأمّل.

(تغَنِّيَانِ) جملة في محل الرفع على أنها صفة لجاريتين، وفي رواية الزهريّ: "تُدَفِّفان" بفاءين؛ أي: تضربان بالدفّ، و"الدُّفّ" بضم الدال وفتحها، والضم أشهر، ويقال له أيضاً: الكِرْبال بكسر الكاف، وهو الذي لا جلاجل فيه، فإن كانت فيه فهو الْمِزْهَر.

(بِغِنَاءِ بُعَاثٍ) الغناء بكسر الغين المعجمة، وبالمدّ، قال الجوهريّ: الغناء بالكسر من السماع، وبالفتح النفع، وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللهُ-: أي: تُنشدان الأشعار التي قِيلت يوم بُعاث، وهو حرب كانت بين الأنصار، ولم تُرِد الغِنَاء المعروف من أهل اللهو واللعب، وقد رخص عمر - رضي الله عنه - في غناء الأعراب، وهو صوت كالحداء. انتهى (٢).

و"بُعَاث" بضم الباء الموحَّدة، وتخفيف العين المهملة، وفي آخره ثاء مثلثة، والمشهور أنه لا ينصرف، ونَقَل عياض، عن أبي عبيدة بالغين المعجمة، ونقل ابن الأثير عن صاحب "العين" خليل كذلك، وكذا حَكَى عنه البكريّ في "معجم البلدان"، وجزم أبو موسى في "ذيل الغريب" بأنه تصحيف، وتبعه صاحب "النهاية"، وقال أبو موسى، وصاحب "النهاية": هو اسم حِصْن للأوس، وفي كتاب أبي الفرج الأصفهانيّ في ترجمة أبي قيس بن الأسلت: هو موضع في ديار بني قريظة، فيه أموالهم، وكان موضع الوقعة في مَزْرعة لهم هناك (٣).

(فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ) وفي الرواية: "مُسجًّى"؛ أي: ملتفًّا بثوبه، وفي رواية للبخاريّ: "أنه تَغَشَّى بثوبه" (وَحَوَّلَ) - صلى الله عليه وسلم - (وَجْهَهُ) أي: إلى الجدار، وإنما


(١) "عمدة القاري" ٦/ ٣٨٩.
(٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٣/ ٣٩٢.
(٣) "عمدة القاري" ٦/ ٣٨٩ - ٣٩٠.