للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الزين ابن الْمُنَيِّر: سماه لَعِباً، وإن كان أصله التدريب على الحرب، وهو من الجدّ؛ لما فيه من شبه اللعب؛ لكونه يَقْصِد إلى الطعن، ولا يفعله، ويوهم بذلك قِرْنه (١)، ولو كان أباه أو ابنه. انتهى (٢).

(بِالدَّرَقِ) متعلّق بـ "يلعب"، وهو: بفتحتين: جمع دَرَقة، وهي التُّرْس (وَالْحِرَاب) بالكسر: جمع حَرْبة (فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) أي: التمست من رسول اللهَ - صلى الله عليه وسلم - النظر إليهم، قال في "العمدة": وكلمة "إمّا" فيه تدلّ على ترددها فيما كان وقع منها، هل كان أذن لها في ذلك ابتداء منه، من غير سؤال منها، أو كان عن سؤال منها إياه في ذلك؟.

قيل (٣): هذا بناءٌ على أن "سألْتُ" بسكون اللام، على أنه كلامها، ويَحْتَمِل أن يكون بفتح اللام كلام الراوي.

قلت (٤): سكون اللام يدلّ على أنه لفظ المتكلم وحده، وفتح اللام يدلّ على أنه فعل ماض مفرد مؤنث، والاحتمال الذي ذكره يُبْعِده قوله: "فقلت: نعم"، على أن جعله من كلامها أولى من جعله من كلام الراوي؛ لأن كلام الراوي ليس من الحديث، فافهم. انتهى (٥).

(وَإِمَّا قَالَ: "تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ ") كلمة الاستفهام فيه مقدّرة، وكذلك "أن" المصدرية مقدّرة في قوله: "تنظرين"، والتقدير: أتشتهين النظر إلى السودان؟.

وقد اختلفت الروايات عنها في ذلك، ففي رواية النسائيّ من طريق يزيد بن رُومان عنها: سَمِعتُ لَغَطاً، وصوت صبيان، فقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا حَبَشيّة تَزْفِن (٦)؛ أي: ترقُص، والصبيان حولها، فقال: "يا عائشة تعالي، فانظري"، ففي هذا أنه ابتدأها، وفي رواية عُبيد بن عمير، عنها، الآتي عند


(١) هكذا نسخ "الفتح"، ولعلّ الصواب "قتله"، فليُحرّر.
(٢) "الفتح" ٣/ ٢٦٥.
(٣) القائل هو الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٢٦٥٩ تعقّبه العينيّ، وهو في هذا مقبول، والله تعالى أعلم.
(٤) القائل هو العينيّ صاحب "العمدة".
(٥) "عمدة القاري" ٦/ ٣٩١.
(٦) زفن من باب ضرب: رقص. "المصباح" ١/ ٢٥٤.