للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الماطر، وهذا في الغالب، وإلا فقد يستمرّ المطر، والشمس بادية، وقد تُحجَب الشمس بغير مطر، وأصرح من ذلك رواية إسحاق بلفظ: "فمُطِرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى".

قال: وأما قوله: "سَبْتاً" فوقع للأكثر بلفظ السبت؛ يعني: أحد الأيام، والمراد به الأسبوع، وهو من تسمية الشيء باسم بعضه، كما يقال: جمعة، قاله صاحب "النهاية"، قال: ويقال: أراد قطعةً من الزمان.

وقال الزين ابن الْمُنَيِّر: قوله: "سبتاً" أي: من السبت إلى السبت؛ أي: جمعةً، وقال المحب الطبريّ مثله، وزاد أن فيه تجوزاً؛ لأن السبت لم يكن مبدأ، ولا الثاني منتهى، وإنما عَبّر أنس بذلك؛ لأنه كان من الأنصار، وكانوا قد جاوروا اليهود، فأخذوا بكثير من اصطلاحهم، وإنما سَمُّوا الأسبوع سبتاً؛ لأنه أعظم الأيام عند اليهود، كما أن الجمعة عند المسلمين كذلك.

وحَكَى النووي تبعاً لغيره كثابت في "الدلائل" أن المراد بقوله: "سبتاً" قطعة من الزمان، ولفظ ثابت: الناس يقولون: معناه من سبت إلى سبت، وإنما السبت قطعة من الزمان، وأن الداوديّ رواه بلفظ: "ستًّا "، وهو تصحيف.

وتُعُقِّب بأن الداودي لم ينفرد بذلك، فقد وقع في رواية الحمويّ والمستملي هنا "ستًّا "، وكذا رواه سعيد بن منصور، عن الدراورديّ، عن شريك، ووافقه أحمد من رواية ثابت، عن أنس، وكأن من ادَّعَى أنه تصحيف استبعد اجتماع قوله: "ستًّا " مع قوله في رواية إسماعيل بن جعفر الآتية: "سبعاً"، وليس بمستبعد؛ لأن من قال: "ستًّا " أراد ستة أيام تامة، ومن قال: "سبعاً" أضاف أيضاً يوماً مُلَفّقاً من الجمعتين.

وقد وقع في رواية مالك، عن شريك: "فمُطِرنا من جمعة إلى جمعة"، وفي رواية للنسفيّ: "فدامت جمعةً"، وفي رواية عبدوس والقابسيّ فيما حكاه عياض: "سبتنا"، كما يقال: "جمعتنا"، ووَهِمَ من عزا هذه الرواية لأبي ذرّ.

وفي رواية قتادة: "فمُطرنا فما كِدْنا نَصِل إلى منازلنا" أي: من كثرة المطر.

وفي رواية للبخاريّ في "الجمعة": "فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا"، ولمسلم في رواية ثابت الآتية: "ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد