نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، وإجابة دعوته"، وله في رواية ثابت، عن أنس: "فتكشطت" - أي تكشفت - فجعلت تمطر حول المدينة، ولا تمطر بالمدينة قطرة، فنظرت إلى المدينة، وإنها لمثل الإكليل.
ولأحمد من هذا الوجه: "فتقوّر ما فوق رؤوسنا من السحاب، حتى كأنا في إكليل"، والإكليل بكسر الهمزة، وسكون الكاف، كل شيء دار من جوانبه، واشتَهَرَ لما يوضع على الرأس، فيحيط به، وهو من ملابس الملوك، كالتاج.
(قَالَ شَرِيكٌ) هو ابن عبد الله بن أبي نَمِر الراوي عن أنس - رضي الله عنه - (فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي) أي: لا أعلم أنه هوأم غيره، مال الحافظ - رحمه الله - في "كتاب المناقب" إلى ترجيح أن الرجل الذي قام أوّلاً هو الذي قام ثانياً، وأن أنساً جزم به تارةً، وشكّ فيه أخرى، ومال أيضاً إلى أن الرجل هو خارجة بن حصن الفزاريّ (١)، وقد تقدّم تمام البحث في هذا قريباً، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٢٠٧٨ و ٢٠٧٩ و ٢٠٨٠ و ٢٠٨١ و ٢٠٨٢](٨٩٧)، و (البخاريّ) في "الجمعة" (٩٣٢ و ٩٣٣) و"الاستسقاء" (١٠١٣ و ١٠١٤ و ١٠١٦ و ١٠١٧ و ١٠١٨ و ١٠١٩)، و (أبو داود) في "الصلاة" (١١٧٤ و ١١٧٥)، و (النسائيّ) في "الاستسقاء" (٣/ ١٥٤ و ١٥٩ و ١٦٠ و ١٦١)، و (مالك) في "الموطأ" (١٣٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٩٤ و ٢٧١)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (١٢٨٢)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (١٤٢٣ و ١٧٨٨)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٢٤٨٩ و ٢٤٩٠ و ٢٤٩١ و ٢٤٩٢ و ٢٤٩٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٢٠١٧ و ٢٠١٨ و ٢٠١٩ و ٢٠٢٠ و ٢٠٢١)، والله تعالى أعلم.
(١) راجع: "الفتح" ٦/ ٦٩٥ "كتاب المناقب" رقم الحديث (٣٥٨٢).