للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المجتمع، وقال الداوديّ: هي أكبر من الْكُدية، وقال القَزّاز: هي التي من حَجَر واحد، وهو قول الخليل، وقال الخطابيّ: هي الْهَضَبة الضخمة، وقيل: الجبل الصغير، وقيل: ما ارتفع من الأرض، وقال الثعالبيّ: الأكمة أعلى من الرابية، وقيل: دونها. (وَالظِّرَابِ) بكسر الظاء المعجمة، وآخره موحَّدة: جمع ظَرِب بكسر الراء، وقد تسكَّن، وقال القزاز: هو الجبل المنبسط، ليس بالعالي، وقال الجوهريّ: الرابية الصغيرة (وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ) المراد بها ما يتحصل فيه الماء؛ ليُنْتَفَع به، قالوا: ولم تسمع أفعلة جمع فاعل، إلا الأودية جمع واد، وفيه نظر، وزاد مالك في روايته: "ورؤوس الجبال" (وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ") أراد بالشجر الْمَرْعَى، ومنابته التي تُنْبِت الزرع والكلأ (١).

(فَانْقَلَعَتْ) هكذا في أكثر النسخ، ووقع في بعض النسخ المعتمدة، كما قال النوويّ - رحمه الله - بلفظ: "فانقطعت"، وهما بمعنًى؛ أي: انقطعت السماء، أو السحابة الماطرة، والمعنى أنها أمسكت عن المطر على المدينة.

(وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ) وفي رواية مالك: "فانجابت عن المدينة انجياب الثوب أي: خرجت عنها كما يخرج الثوب عن لابسه، وفي رواية سعيد، عن شريك: "فما هو إلا أن تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، تَمَزّق السحاب حتى ما نرى منه شيئاً والمراد بقوله: "ما نَرَى منه شيئاً أي: في المدينة.

وفي رواية إسحاق بن عبد الله الآتية للمصنّف: "قال: فما يُشير بيده إلى ناحية إلا تفرّجت حتى رأيت المدينة في مثل الْجَوْبة، وسال وادي قناة شهراً، ولم يجئ أحدٌ من ناحية إلا أخبر بجَوْد".

وفي رواية حفص بن عبيد الله الآتية: "فرأيت السحاب يتمزق، كأنه الْمُلاءُ حين تُطْوَى"، والملا بضم الميم والقصر، وقد يُمَدّ: جمع ملاءة، وهو ثوب معروف.

وفي رواية قتادة عند البخاريّ: "فلقد رأيت السحاب يتقطع يميناً وشمالاً يمطرون أي: أهل النواحي، ولا يمطر أهل المدينة، وفي رواية للبخاريّ أيضاً: "فجعل السحاب يتصدع عن المدينة وزاد فيه: "يريهم الله كرامة


(١) "عمدة القاري" ٧/ ٤١.