للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلُّ ما يُتموَّل، وعُرْفه عند العرب الإبل؛ لأنها معظم أموالهم. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: المال معروفٌ، ويُذكّر ويؤنّث، وهو المال، وهي المال، قال: والمال عند أهل البادية النَّعَم. انتهى (٢)، وهذا الإطلاق الأخير هو المراد هنا في الحديث، كما سبق بيانه.

وقوله: (وَجَاعَ الْعِيَالُ) بالكسر: أهل البيت، ومن يمونه الإنسان، الواحد عَيِّلٌ، مثلُ جِيَادٍ وجَيِّدٍ (٣).

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ بمَعْنَاهُ) فاعل "ساق" ضمير إسحاق بن عبد الله؛ أي: ساق معنى حديث أنس - رضي الله عنه - الماضي، ولم يسق لفظه.

وقوله: (فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ، إِلَّا تَفَرَّجَتْ) وفي نسخة: "إلا انفرجت"؛ أي: تقطّع السحاب عنها، وزال.

وقوله: (حَتَّى رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ) بفتح الجيم، وإسكان الواو، بعدها باءٌ موحّدة، وهي الْحُفْرة المستديرة الواسعة، والمراد بها هنا الفُرجة في السحاب، قال النوويّ - رحمه الله -: معناه: تقطّع السحاب عن المدينة، وصار مستديراً حولها، وهي خاليةٌ منه. انتهى.

وقال الخطابيّ: المراد بالجوبة هنا التُّرْس، وضبطها الزين ابن الْمُنَيِّر تبعاً لغيره بنون بدل الموحَّدة، ثم فسره بالشمس إذا ظهرت في خِلال السحاب، لكن جزم عياض بأن من قاله بالنون فقد صَحَّف. انتهى.

وقوله: (وَسَالَ وَادِي قَنَاةَ شَهْراً) بفتح القاف: اسم لواد من أودية المدينة، وعليه زُرُوعٌ لهم، فأضافه هنا إلى نفسه، وفي رواية للبخاريّ: "وسال الوادي قَنَاةُ"، وهذا صحيح على البدل، والأوّل صحيح، وهو عند الكوفيين على ظاهره، وعند البصريين يُقدّر فيه محذوفٌ، وفي رواية للبخاريّ: "وسال الوادي وادي قناة"، قاله النوويّ - رحمه الله - (٤).

وقال في "الفتح": و"قَنَاةُ" بفتح القاف والنون الخفيفة: عَلَمٌ على أرض ذات مزارع، بناحية أُحُد، وواديها أحد أودية المدينة المشهورة، قاله الحازميّ،


(١) "المفهم" ٢/ ٥٤٢.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٦.
(٣) "المصباح" ٢/ ٤٣٨.
(٤) "شرح النوويّ" ٦/ ١٩٤.