للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (وَزَادَ) الفاعل ضمير سليمان بن المغيرة.

وقوله: (فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ السَّحَابِ) أي: جمع الله - سبحانه وتعالى - بين السحاب المتفرّق في نواحي السماء؛ ليُمطر عليهم.

وقوله: (وَمَكَثْنَا) بفتح الميم، والكاف، وتُضمّ، يقال: مكث مَكْثاً، من باب قتل: أقام، وتلبّث، فهو ماكثٌ، وَمَكُثَ مُكْثاً، فهو مَكِيثٌ، مثلُ قَرُب قُرْباً، فهو قريبٌ لغة، وقرأ السبعة {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} [النمل: ٢٢] باللغتين، ويتعدّى بالهمزة، فيقال: أمكثه، وتمكّث في أمره: إذا لم يَعْجَل فيه (١).

وقال النوويّ - رحمه الله -: قوله: "ومكثنا" هكذا ضبطناه، وكذا هو في نسخ بلادنا، ومعناه ظاهرٌ، وذكر القاضي فيه أنه رُوي في نسخ بلادهم على ثلاثة أوجه، ليس منها هذا، ففي رواية لهم: "وبَلَّتْنَا"، ومعناه: أمطرتنا، قال الأزهريّ: يقال: بَلَّ السحابُ بالمطر بَلًّا، والبلل المطر، ويقال: انْهَلَّت أيضاً، وفي رواية لهم: "ومَلَتْنَا" بالميم مخففة اللام، قال القاضي: ولعلّ معناه: أوسعتنا مطراً، وفي رواية: "ملأتنا" بالهمز. انتهى (٢).

وقوله: (حَتَّى رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ) أي: القويّ.

وقوله: (تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ) قال النوويّ - رحمه الله -: ضبطناه "تهمّه" بوجهين: فتح التاء مع ضم الهاء، وضم التاء مع كسر الهاء، يقال: همه الشيءُ، وأهمه؛ أي: اهتمّ له، ومنهم من يقول: هَمّه: أذابه، وأهمه: غَمّه. انتهى.

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: والهمّ: الحزن، وأهمّني الأمر بالألف: أقلقني، وهَمّني هَمًّا، من باب قتل مثله. انتهى (٣).

وقوله: "أن يأتي أهله" في تأويل المصدر مجرور بحرف جرّ مقدّر؛ أي: في إتيان أهله.

والمعنى: أن كثرة المطر حالت دون وصولهم إلى بيوتهم، حتى اهتمّ


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٧.
(٢) "شرح النوويّ" ٦/ ١٩٥.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤١.