وسفيان بن عيينة رويا هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ بإسناده السابق، وبمثل معنى حديث سليمان بن بلال عنه.
[تنبيه]: رواية عبد الوهّاب، وسفيان عيينة كلاهما عن يحيى بن سعيد هذه ساقها أبو نعيم - رَحِمَهُ اللهُ - في "مستخرجه"(٢/ ٤٨٩) فقال:
(٢٠٣٥) حدّثنا حبيب، ثنا يوسف، ثنا ابن أبي بكر، ثنا عبد الوهاب الثقفيّ (ح) وثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسي، ثنا الحميديّ، ثنا سفيان بن عيينة، قالا: سمعت يحيى بن سعيد يقول (ح) وثنا عبد الله بن محمد بن أحمد، ثنا جعفر الفريابيّ، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا يحيى بن سعيد، أخبرتني عمرة، أن يهودية أتت عائشة تستطعم، قالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فقلت: يا رسول الله؛ أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال:"عائذًا بالله"، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة مركبًا، فخَسَفَت الشمس، قالت: فخرجت في نسوة بين ظهراني الْحُجَر في المسجد، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مركبه، فقعد في مصلاه الذي كان يصلي فيه، فقام الناس وراءه، فقام قيامًا طويلًا، ثم ركع فركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع رأسه، فقام قيامًا طويلًا، قالت: ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع رأسه، وسجد سجودًا طويلًا، ثم رفع رأسه، فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع، فركع ركوعًا طويلًا، وهو دون ذلك الركوع، ثم رفع، وسجد، فانحلت الشمس، ثم قام، فقال:"إني رأيتكم تفتنون في القبور، كفتنة الدجال"، قال (١): فكنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ في صلاته من عذاب النار، ومن عذاب القبر.
قال: لفظ عبد الوهاب، وحديث حماد بن زيد مختصر. انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.