وقد فُسّرت الفتنة في القبور بما سيأتي في حديث أسماء - رضي الله عنها - قالت:"فيؤتى أحدكم، فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن، فيقول: هو محمد، هو رسول الله، جاءنا بالبينات والهدي، فأجبنا وأطعنا، ثلاث مرار، فيقال له: نَمْ، قد كنا نعلم إنك لَتُؤمِن به، فَنَمْ صالحًا، وأما المنافق فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته".
(قَالَتْ عَمْرَةُ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - (تَقُولُ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ) الوقت الذي وقعت فيه حادثة الكسوف (يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ) أي: لأنه أُوحي إليه بأن الناس يفتنون في قبورهم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق تخريجه، وبيان سائر مسائله في الباب الماضي، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال: