للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٣٠٠٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٣/ ٣٨٣)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (١٤٦٥)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان الأمر بتلقين من حضره الموت "لا إله إلَّا الله" حتى يكون آخر كلامه "لا إله إلَّا الله"، فيدخل الجنّة.

٢ - (ومنها): بيان فضل كلمة الإخلاص، وعظيم بركتها، حيث تُدخِل من كانت آخر كلامه الجنّة.

٣ - (ومنها): استحباب حضور المحتضر، والعناية به بتلقين كلمة التوحيد، وتأنيسه، وإحضار ما يحتاج إليه من ماء أو غيره إن احتاج، وتغميض عينيه إذا مات، والقيام بحقوقه، من تجهيزه للصلاة عليه ودفنه، وقضاء ديونه، ونحو ذلك، وهذه مما لا خلاف فيه.

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وفي أمره - صلى الله عليه وسلم - بتلقين الموتى ما يدلّ على تعيّن الحضور عند المحتضر؛ لتذكيره، وإغماضه، والقيام عليه، وذلك من حقوق المسلم على المسلمين، ولا خلاف في ذلك. انتهى (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

[تنبيه]: مما يلزم التنبّه له ما جرى في بعض البلدان من تلقين الميت بعد دفنه، فإنه مما لا أصل له في الأحاديث الصحيحة، وقد ذكروا حديثًا ضعيفًا لا يصلح للاحتجاج به، ومن الغريب أن بعض العلماء المتأخرين، ومنهم ابن الصلاح، والنووي (٢) مع اعترافهما بأنه ليس إسناده بالقائم، يستندون إليه، ويجعلونه من العمل بالحديث الضعيف، في فضائل الأعمال، ويستشهدون له بحديث: "واسألوا له التثبيت"، وهو حديث "صحيح، لكنه لا يشهد له؛ لأنه أمر بالدعاء بالتثبيت له، كصلاة الجنازة، وليس من باب التلقين، وقد أجاد الشيخ الألبانيّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "إرواء الغليل" الكلام على الحديث المذكور، وتضعيفه، وأفاد، فراجعه تستفد (٣).


(١) "المفهم" ٢/ ٥٧٠.
(٢) انظر: "المجموع" ٥/ ٢٧٤ - ٢٧٥.
(٣) راجع: "إرواء الغليل" ٣/ ٢٠٣ - ٣٠٥.