للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزوجيّة، و "الغيرة": كراهة الشخص اشتراك غيره فيما هو حقّه، أفاده الكفويّ (١)؛ تعني: أنَّها ذات غَيْرة شديدة لا تتمكن معها من الاجتماع مع سائر أزواجه - صلى الله عليه وسلم -.

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يقال: امرأة غَيْرَي، وغَيُورٌ، ورجلٌ غَيُورٌ وغَيْران، وقد جاء فَعُول في حفات المؤنّث كثيرًا، وإن كان أصلها للمذكّر؛ كقولهم: امرأةٌ عَرُوسٌ، وعَرُوبٌ، وضَحُوكٌ لكثيرة الضحك، وعَقَبةٌ كَؤُودٌ، وأرضٌ صَعُودٌ، وهَبُوطٌ، وحَدُورٌ، وأشباهها. انتهى (٢).

وقال الفيوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: غار الرجل على امرأته، والمرأة على زوجها يَغَارُ، من باب تَعِبَ غَيْرًا، وغَيْرةً بالفتح، وغَارًا، قال ابن السِّكِّيت: ولا يقال: غِيرًا وغِيرةً بالكسر، فالرجل غَيُورٌ وغَيْرَانُ، والمرأة غَيُورٌ أيضًا، وغَيْرَي، وجمع غَيُور غَيُرٌ، مثلُ رَسُول ورُسُل، وجمع غَيْران وغَيْرَى غَيَارَى بالضمّ والفتح. انتهى (٣).

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَمَّا ابْنَتُهَا، فَنَدْعُو اللهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا) أي: بأن تجد من يكفلها من قراباتها، وزاد في رواية عند الإمام أحمد من وجه آخر: "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حييًا كريمًا يستحيي، فرجع، ففعل ذلك مرارًا، ففَطِنَ عمار بن ياسر لما تصنع، فأقبل ذات يوم وجاء عمار، وكان أخاها لأمها، فدخل عليها، فانتشطها (٤) من حَجْرها، وقال: دَعِي هذه المقبوحة المشقوحة (٥) التي آذيت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل، فجعل يُقَلِّب بصره في البيت، ويقول: "أين زناب؟ ما فعلت زناب؟ "، قالت: جاء عمار، فذهب بها، قال: فبنى بأهله.

وأخرجه من وجه آخر أيضًا، من رواية عبد العزيز ابن بنت أم سلمة، عن أم سلمة، أن أبا سلمة لَمّا توفي عنها، وانقضت عدتها، خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،


(١) "الكلّيات" لأبي البقاء الكفويّ ص ٦٧١.
(٢) "شرح النوويّ" ٦/ ٢٢١.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٨.
(٤) أي: أخذها.
(٥) بمعنى المقبوحة.