للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة.

٤ - (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، وشيخ شيخه، فكوفيّان.

٥ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، والابن عن أبيه، عن خالته.

شرح الحديث:

(عَنْ هِشَامِ) بن عروة (عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزبير، أنه (قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ) بالبناء للمفعول، وعند الاسماعيلي أن عائشة بَلَغَها، قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: ولم أقف على اسم المبلِّغ، ولكن عنده من رواية أخرى ما يُشْعِر بأن عروة هو الذي بلغها ذلك. انتهى (١). (عِنْدَ عَائِشَةَ) - رضي الله عنها - (أَنَّ ابْنَ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) وقوله: ("إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ") مفعول "يرفع" محكيّ؛ لقصد لفظه (فَقَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها -: (وَهِلَ) قيل: بفتح الهاء، والمشهور الكسر؛ أي: غَلِطَ وَزْنًا ومعنًى، وبالفتح معناه فَزعَ، ونَسِيَ، وجَبُنَ، وقَلِقَ، وقال الفارابيّ، والأزهريّ، وابن القطاع، وابن فارس، والقابسيّ، وغيرهم: وَهَلْتُ إليه بفتح الهاء أَهِلُ بالكسر وَهْلَا بالسكون: إذا ذهب وَهْمُك إليه، زاد القالي، والجوهريّ: وأنت تريد غيره (٢). (إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّهُ) أي: الميت (لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ، أَوْ) للشك من الراوي (بِذَنْبهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ) أي: حين يُعذّب بخطيئته، وهذا من عائشة - رضي الله عنها - على حسب ما فهمته، وإلا فما حدّث به ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثابت، وليس بخطأ، فقد ثبت عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، كما أسلفنا بيانه، ويأتي أيضًا، فتنبّه.

ثم أتت - رضي الله عنها - بخطأ آخر أخطأ به ابن عمر - رضي الله عنهما - نظير ما أخطأ به هنا، فقالت: (وَذَاكَ) أي: الخطأ المذكور لابن عمر - رضي الله عنهما - (مِثْلُ قَوْلهِ) أي: خطأ (إِنَّ


(١) "الفتح" ٩/ ٤٣ "كتاب المغازي" رقم (٣٩٨٧).
(٢) راجع: "الفتح" ٩/ ٤٣.