روى له البخاريّ، وأبو داود في "الناسخ والمنسوخ"، والنسائيّ في "عمل اليوم والليلة"، وابن ماجة، وليس له عند المصنّف إلَّا ذكره فقط.
(جَلَسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) زاد أبو داود من طريق سليمان بن كثير، عن يحيى:"في المسجد"(يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ) ببناء الفعل للمفعول؛ أي: يَظْهر في وجهه الحزن، وهو بضم، فسكون، أو بفتحتين، والجملة حال من فاعل "جَلَس"، قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: كأنه كَظَمَ الحزن كَظْمًا، فظهر منه ما لا بدّ للجِبِلَّة البشريّة منه. انتهى.
(قَالَتْ) عائشة - رضي الله عنها - (وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ) قال في "الفتح": بالمهملة، والتحتانيّ، وقع تفسيره في نفس الحديث بقوله:(شَقِّ الْبَابِ) بفتح الشين المعجمة؛ أي: الموضع الذي يُنظر منه، ولم يَرِدْ بكسر المعجمة؛ أي: الناحية؛ إذ ليست مرادةً هنا، قاله ابن التين.
وهذا التفسير الظاهر أنه من قول عائشة - رضي الله عنها -، ويَحْتَمِل أن يكون ممن بعدها، قال المازريّ: كذا وقع في "الصحيحين" هنا "صائر" والصواب "صِير"؛ أي: بكسر أوله، وسكون التحتانيّة، وهو الشَقّ، قال أبو عبيدة في "غريب الحديث" في الكلام على حديث: "مَن نَظَر من صِيرِ الباب، ففُقِئت عينه، فهي هدر": الصِّير الشَّقّ، ولم نسمعه إلَّا في هذا الحديث، وقال ابن الجوزيّ: صائر، وصِير بمعنى واحد، وفي كلام الخطابيّ نحوه.
(فَأَتَاهُ رَجُلٌ) قال الحافظ: لَمْ أقف على اسمه، وكأنه أُبهِمَ عمدًا؛ لما وقع في حقّه من غضّ عائشة منه (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ) أي: امرأته، وهي أسماء بنت عُمَيس الخَثْعَميّةُ، ومن حضر عندها، من أقاربها، وأقارب جعفر، ومن في معناهنّ، ولم يذكر أهل العلم بالأخبار لجعفر امرأة غير أسماء، قاله في "الفتح".
(وَذَكَرَ) أي: الرجل الآتي (بُكَاءَهُنَّ) قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: جملة "وذَكَر" حال عن الضمير المستتر في قوله: "فقال"، وحذف خبر "إنّ" من القول المحكيّ لدلالة الحال عليه، والمعنى: قال الرجل: إن نساء جعفر فَعَلْن كذا مما لا ينبغي من البكاء المشتمل على النَّوْح. انتهى.
ولفظ النسائيّ:"فَقَالَ: إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ يَبْكِينَ"، ولفظ أبي عوانة من طريق