للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبالسند المتصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢١٦٩] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: "مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

وهم المذكورون في السند السابق.

[تنبيه]: في هذه الرواية وقع رواية أيوب عن محمد بن سيرين، عن أخته حفصة بنت سيرين، عن أم عطيّة، فأدخل محمد بينه وبين أم عطيّة واسطة، وقد صرَّح في رواية النسائيّ بالإخبار عن حفصة، ونصّه: "عن محمد قال: أخبرتني حفصة، عن أم عطيّة"، وأما بقيّة الروايات، فإنه رواها عن أم عطيّة مباشرة من غير واسطة، والحديث أيضًا مما رواه أيوب عن حفصة، عن أم عطيّة، فثبت بهذا أن أيوب تارة يرويه عن محمد، عن أم عطيّة، وتارة عن حفصة، عن أم عطيّة، وتارة عن محمد، عن حفصة، عن أم عطيّة، وكلها في "الصحيح"، فأما رواية محمد، عن حفصة، عن، أم عطيّة، ففي "صحيح مسلم" هنا، وأما روايته عن أم عطيّة، ففي "الصحيحين" كليهما، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (مَشَطْنَاهَا) بتخفيف الشين المعجمة: أي: سرّحنا شعرها بالْمُشْط، يقال: مَشَطَت الشعرَ مَشْطًا، من بابي قتل، وضرب: سرّحته، والتثقيل مبالغة، وامتشطت المرأة مَشَطَت شعرها، والْمُشْطُ الذي يُمْتشط به بضمّ الميم، وتميم تكسر، وهو القياس؛ لأنه آلة، والجمع أَمْشاطٌ، والْمُشَاطة بالضمّ: ما يسقُطُ من الشعر عن مَشْطِهِ، قاله الفيّوميّ رحمه الله (١).

وقوله: (ثَلَاَثةَ قُرُونٍ) جمع قَرن، والمراد به الْخُصْلة من الشعر، و"ثلاثةَ" منصوب على الحال؛ أي: حال كونه ثلاثة قرون، والمعنى: جعلنا شعرها


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٤.