للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثوب الْحِبَرَةُ لعبد الله بن أبي بكر، فقال: لا ألبس ثوبًا نزعه الله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبدًا. انتهى.

وقولها: (يَمَنِيَّةٍ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: ضُبِطت هذه اللفظة في مسلم على ثلاثة أوجه، حكاها القاضي، وهى موجودة في النسخ:

[أحدهما]: يَمَنِيَّة -بفتح أوله- منسوبة إلى اليمن.

[والثاني]: يمانية منسوبة إلى اليمن أيضًا.

[والثالث]: يُمْنة -بضم الياء، وإسكان الميم- وهو أشهر، قال القاضي: وهو صحيحٌ، ويُتكلّم به على الإضافة (١)، فيقال: حُلّةُ يُمْنَةٍ، قال الخليل: هي ضرب من بُرُود اليمن، وكذا قال أبو عبيد، والحلّة إزارٌ ورداءٌ، ولا تُسمّى حُلّة حتى يكونا ثوبين (٢)، وقد تقدّم تمام البحث في هذا في الحديث الماضي.

وقولها: (سُحُولٍ) قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ: هكذا مهمل اللفظ، فيَحْتَمل أن يكون بضمّ السين، ويكون بدلًا من أثواب إذا قلنا إنها ثياب قطن بيض تُسمّى بذلك، و"سُحُول" على هذا جمع سَحْل، ويُجمع أيضًا على لسُحُل -بضمتين- ويكون أيضًا وصفًا إذا قلنا: إن معناها بِيض، لكن قد اعترض على تفسيرها ببيض؛ لقوله قبلُ "بيض"، فلا وجه لتكرار وصفها بالبياض، كما أنه يُعترض على تفسيرها بأنها ثياب قطن؛ لعملها من"كُرْسُف"، وهو القطن، ولكن الاعتراض على هذين قد يُجاب عنه بأنه لا يُنكر تكرار المعنى الواحد بلفظين مختلفين في كلام العرب للتأكيد، كما قال الله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: ٢٧]، وقد قال ابن وهب: السحول: قطن ليس بالجيّد. انتهى (٣).

وقولها: (يَمَانِيَةٍ) قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هو: بتخفيف الياء، على اللغة الفصيحة المشهورة، وحَكَى سيبويه، والجوهريّ، وغيرهما لغةً في تشديدها،


(١) وقال القرطبيّ: حُلّة يُمْنة بتنوين "حلّةٌ"، ورفع "يُمْنة" وإسكان الميم، وفتح النون، ويقال: بحذف التنوين من"حلّة" واضافتها. انتهى.
(٢) راجع: "إكمال المعلم" ٣/ ٣٩٥، و"شرح النوويّ" ٧/ ٩.
(٣) "إكمال المعلم" ٣/ ٣٩٣.