للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بينهما؛ لاتحاد كيفيّة أخذه عنهما، ثم فرّق؛ لاختلافهما في صيغة الأداء.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه، فما أخرج لهما الترمذيّ.

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، غير شيخيه، فالأول كوفيّ، والثاني نساليّ، ثم بغداديّ، وابن عيينة كوفيّ، ثم مكيّ.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ.

٥ - (ومنها): أن هذا الإسناد مما قيل فيه: إنه أصحّ أسانيد أبي هريرة -رضي الله عنه-.

٦ - (ومنها): أن سعيدًا أحد الفقهاء السبعة، وأبا هريرة -رضي الله عنه- رأس المكثرين السبعة.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) وفي رواية النسائيّ: "يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- "؛ أي: يرفع هذا الحديث، فيوصله إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والجملة في محل نصب على الحال، وهذه العبارة من صِيَغ الرفع حكمًا.

قال الحافظ وليّ الدين رَحِمَهُ اللهُ ما حاصله: أخرج هذا الحديث الأئمة الستة من هذا الوجه، من رواية سفيان بن عُيينة، عن الزهريّ، عن سعيد، عن أبي هريرة، وفي روايتهم التصريح برفعه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، إلا أن في رواية أبي داود، والترمذيّ، والنسائيّ: "يبلغ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- "، كما هو اللفظ الأخير هنا (١)، وقوله في اللفظ الأول هنا: "روايةً" كناية عن الرفع إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بلا خلاف أعلمه. انتهى (٢).

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("أَسْرِعُوا) بهمزة القطع، أمر من الإسراع، والمرد به الإسراع المتوسط بين شدة السعي، وبين المشي المعتاد، بدليل حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-:


(١) يعني: اللفظ الواقع في متن "تقريب الأسانيد" لوالده الحافظ العراقيّ الذي شرح هو بعضه، وبعضه لوالده في شرح مفيد جدًّا، أعتمد عليه كثيرًا في هذا الشرح، وفي "شرح النسائيّ"، وقد سمّاه "طرح التثريب في شرح التقريب".
(٢) "طرح التثريب" ٣/ ٢٨٨.