في صحبته، وذكره ابن منده، وأبو نعيم في "الصحابة"، وساق ابن منده من طريق عبد الله بن السائب بن خَبّاب، عن أبيه، عن جدّه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئاً على سرير … الحديث.
أخرج له المصنّف، وأبو داود، وليس عندهما إلا هذا الحديث فقط.
و"أبو هريرة" ذُكر قبله.
شرح الحديث:
(عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ) بضمّ القاف، وفتح السين المهملة، وإسكان الياء، بصيغة التصغير (أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ) عامر بن سعد (أَنَّهُ كَانَ قَاعِداً عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، إِذْ طَلَعَ خَبَّابٌ)"إذ" ظرف لـ "قاعداً"(صَاحِبُ الْمَقْصُورَةِ) لم أجد سبب تلقيب خبّاب هذا بصاحب المقصورة، وفي "القاموس" و"شرحه": "المقصورةُ: الدار الواسعة المحصّنة بالحيطان، أو هي أصغر من الدار، كالقُصَارة بالضمّ، وهي المقصورة من الدار، لا يدخلها إلا صاحبها. انتهى (١).
(فَقَالَ)؛ أي: خبّاب (يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ؟) هو استغراب من خبّاب لما سمعه من أبي هريرة - رضي الله عنه -، واستغرابه، واستفسار ابن عمر من عائشة للتثبّت، لا لأنهما اتّهما أبا هريرة بالكذب؛ لأن مقام ابن عمر وخبّاب يجلّ عن أن يتّهما أبا هريرة بذلك، وإنما كان ذلك منهما مخافة أن يكون قد اشتَبَهَ الأمر على أبي هريرة في ذلك، واختَلَطَ عليه حديث بحديث، أو نحو ذلك؛ لكثرة مرويّاته، والله تعالى أعلم.
وقوله:(مَا يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ؟) "ما" مصدريّة؛ أي إلى قول أبى هريرة، وَيحْتَمِل أن تكون موصولاً اسميًّا، والعائد محذوف؛ أي إلى الذي يقوله، وقوله:(أَنَّهُ) بكسر الهمزة؛ لوقوعه مقول "يقول" على الأول، وعلى الاستئناف البيانيّ على الثاني، فكانه قال له: ماذا يقول؟، فقال: إنه سمع … إلخ.
وَيحْتَمِل أن يكون "أنه" بالفتح؛ عطفاً على "ما يقول".